ملخص الجهاز:
"و فی اعتقادنا ان تزامن الظواهر السلبیة السابق الاشارة الیها و استمرارها لمدة طویلة،و اضطرار الدولة الاشتراکیة الام الی اعادة النظر الجذریة فی اسلوب ادارة الاقتصاد،و فی اسالیب ادارة المجتمع-لتجنب تفاقم ازمات سیاسیة و اجتماعیة و اقتصادیة بها و التسلیم بان اسالیب الادارة الاقتصادیة و السیاسیة التی کانت سائدة لم تعد قادرة علی حل مشاکل المجتمع السوفیتی هو تعبیر عن وجود ازمة لا فی للمجتمع السوفیتی وحده، بل فی المجتمع الاشتراکی فی جملته،بالنظر الی الدور المرکزی و الاساسی الذی یلعبه الاتحاد السوفیتی فی هذا المجتمع.
فهو اما أن یعنی أن القیادة السیاسیة للمجتمع لم تستطع رغم المنهج العلمی الذی تنتسب إلیه التعرف علی التناقضات التی تظهر فی مجتمعها،إلا بعد تفاقم هذه التناقضات و وصولها لدرجة تؤدی الی التأثیر السلبی علی النمو الاقتصادی و الاجتماعی للمجتمع الاشتراکی و تعطیل نموه و تعریض تطوره للخطر،أو أن السلطة السیاسیة فی هذه المجتمعات تمثل ضمن ما تمثله فئات اجتماعیة لها مصلحة فی استمرار الأوضاع القائمة و عدم حل التناقضات التی تظهر حلا جذریا،و أن هذه الفئات قد استطاعت أن تعطل لفترة طویلة حل مشاکل أساسیة یعانی منها المجتمع نتیجة لتعطیلها للممارسة الدیموقراطیة و انعدام النقد و النقد الذاتی و سیادة جو من التعتیم و عدم الصراحة و محاربة التجدید و التطویر تحت دعوی المحافظة علی نقاء النظام الاشتراکی.
و لکن بناء هذا النظام الأکثر دیموقراطیة،و الأکثر عدلا،و الأعلی أنتاجیة فی نفس الوقت یتطلب لتحقیقه جهودا خلاقة بواسطة الاشتراکیین العلمیین،خاصة فی المجتمعات الاشتراکیة-تبدأ بالمراجعة النقدیة للمسار التاریخی الذی اتخذه البناء الاشتراکی حتی الان،و بالتعرف علی المصاعب و العثرات التی واجهتها و تواجهها المجتمعات الاشتراکیة،و اعادة النظر فی الفروض النظریة علی أساس من الواقع المعاش،و من طبیعة المهام المطروحة علی المجتمعات الاشتراکیة فی المرحلة الراهنة."