القهاوی - مجلة الثقافة مقالة

"هذه القهاوی هی المسئولة عن الضعف المخجل فی‌ الأمین الذی أرسلته إلی السماء یسترجع لی القرشین... فروضت نفسی علی أن أرضی بأن أکون مغفلا تغفیلا بسیطا،إن فقدت شیئا طلبت العوض من الله و لم أفکر مطلقا فی البحث عن«عبد المنعم»!.. هذه القهاوی هی المسئولة عن الضعف الجثمانی فی‌ الشباب المصری و عن ضعف الروح الریاضیة فی البلاد. هذه القهاوی هی المسئولة عن ضعف روح التطوع‌ فی الخدمة العامة. فاذا ما أغلقت هذه القهاوی صلحت الأسرة و زهت‌ و اختفت الآفات الاجتماعیة و نهضت حرکة الثقافة العامة نهضة تشمل التألیف و القراءة التی نشکو مر الشکوی‌ منها بنوع خاص،فالمواطن سیضطر للقواءة اضطرارا عند ما لا یجد أمامه القهوة. إذا ما أغلقت هذه القهاوی،اضطر المهندس و الطبیب‌ إلی أن بلجأ کل إلی معمله و أبحاثه،و المدرس إلی مکتبه؛ فتقوی روح البحث العلمی،و تظهر الاختراعات،و یرتفع‌ مستوی هذه المهن. إذا ما أغلقت هذه القهاوی،دبت روح الحیویة فی‌ الشعب،و سما تفکیره،و انصرف إلی خدمة القضیة العامة،و نفع الآخرین."