6 أکتوبر طریق السلام مقالة

"لم تکن هناک دولة کبیرة أو صغیرة تعتقد أن‌ العرب ستقوم لهم قائمة،و کان الاعتقاد الذی‌ یملأ الرؤوس أنهم أمة انتهی دورها فی التاریخ، و أسلمت مقالیدها للزمن شأن الامبراطورات التی‌ تبددت،و الأمم التی زالت،و أن المستقبل کله‌ لاسرائیل تمشی الیه من نصر الی نصر،و لیس فی‌ مقدور العرب أن یتحرکوا الی حرب کبیرة أو صغیرة و الا فانها النهایة المحتومة لوجودهم،حتی‌ یوم أن تحرکنا للحرب فی السادس من أکتوبر و عبرنا القناة کان العالم لا یصدق،و کان یحسبها حرکة لنهایة ساحقة،حتی العرب منهم من اشفق‌ علینا من هول الکارثة،و منهم من بکی لأنه حسب‌ أن اسرائیل هی التی عبرت القناة من الشرق الی‌ الغرب لا جنود مصر هم«الذین اقتحموها علی‌ اسرائیل من الغرب الی الشرق،و الذین عاهدونا منهم علی الصمود فی الحرب سرعان ما رأوا الأرض‌ تهتز تحت أقدامهم فاخذوا یطالبوننا بوقف‌ القتال حتی یضمنوا النجاة لأنفسهم،و لکن مصر الصامدة قفت بجیشها الباسل،و بأصالتها التاریخیة حتی حققت النصر المجید،و صنعت‌ هذا الانقلاب التاریخی العظیم."