ملخص الجهاز:
"و اذا کان قیام السوق العربیة المشترکة ق حدث فی عام 4691 فان فکرة السوق کانت تراود افکار المسؤولین و الاختصاصیین العرب عندما کان البحث یدور فی أروقة جامعة الدول العربیة عام 3591 عن الصیغة العملیة لتجسید التعاون الاقتصادی العربی، و قد بقیت هذه الفکرة أملا بعد أن وضعت اتفاقیة تسهیل التبادل التجاری و تنظیم تجارة الترانزیت بین دول الجامعة العربیة فی عام 3591 التی اقترت علی اقرار تخفیضات محدودة فی الرسوم الجمرکیة لمنتجات الدول الاعضاء ثم عاد ذلک الامل من جدید للظهور بعد ان دخلت الاستعدادات لانشاء السوق الاوربیة المشترکة و ما کانت تبذله اسرائیل للانضمام الیها،طورها الجدی،اذ رأت الدول العربیة انه من الضروری مجابهة هذا التکتل الاقتصادی و الآثار و الاخطار التی قد تلحق باقتصاد یاتها بتکتل اقتصادی عربی مماثل،فبدأت الابحاث و الدراسات اللازمة بهذا الشأن و انتهت فی حزیران 2691 بتوقیع اتفاقیة الوحدة الاقتصادیة العربیة بین کل من الدول التالیة: الجمهوریة العربیة السوریة،الجمهوریة العربیة المتحدة،الجمهوریة العراقیة،المملکة الاردنیة،المملکة المغربیة،دولة الکویت،جمهوریة الیمن.
و تجدر الاشارة الی ان اهداف السوق تمثل فی الواقع معظم الأهداف التی نصت علیها اتفاقیة الوحدة الاقتصادیة العربیة،و قد أوکل الی السوق أمر تحقیقها باعتبار أن السوق مرحلة من مراحل تحقیق تلک الوحدة و اذا ماقورنت اهداف السوق العربیة المشترکة و الطریق المرسومة لتحقیقها مع اهداف السوق الاوربیة المشترکة،و أخذنا بعین الاعتبار النمو الاقتصادی و الاجتماعی و مختلف الظروف الموضوعیة للدول الاعضاء فی کل من هاتین المنظمتین و أدخلنا فی الحساب واقع التجزئة بین البلدان العربیة و ما یحاوله الاستعمار من الابقاء علی هذه التجزئة و محاربة کل خطوة تهدف الی تحقیق الوحدة العربیة وه و مالم تواجهه السوق الأوربیة المشترکة التی کانت تجد وعیا فی الداخل علی مختلف المستویات و دعما قویا من الخارج،لتبین لنا ان قرار انشاء السوق العربیة المشترکة کان خطوة کبری و عملا بالغ الجرأة فی ظروف صعبة."