ملخص الجهاز:
"لقد کانت قبائل العرب فی هذه الجزیرة العربیة قادة الإسلام،حیث کانت الخلافة الراشدة و العهود الإسلامیة الزاهرة تعهد إلیها بلواء الإسلام،تجوب به الآفاق شرقا و غربا،و کانت دولة الإسلام علی صلة وثیقة بجزیرة العرب تسند الولایات و مهام الأمور إلی الحکماء و النوابع من أبنائها مما برح الإسلام منصورا و عندما مال أهل السیاسة إلی الأمم الأخری فی الدولة العباسیة و الخلافة العثمانیة أهملت هذه البلاد تماما حتی عاد أهلها إلی حیاة القبیلة و نعرة العصبیة الجاهلیة و تحکیم الأعراف و العادات القبیلة حتی قیض الله لها شیخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب،فدعا إلی نبذ الفوضی و الفرقة و تحکیم الأعراف و العادات و العودة إلی ما کان علیه السلف الصالح،و العبد عن الأوهام و الخرافات،و التزمت الدولة السعودیة فی أدوارها الثلاثة بحمایة جانب عقیدة السلف و حمل دعوة الشیخ محمد بن عبد الوهاب حملا جهادیا،إلا أن الدولة العثمانیة حاربتها حتی سقطت هذه الدولة علی یدو و الی مصر محمد علی باشا و ابنه إبراهیم باشا،و قامت الدول السعودیة الثانیة و،التف الناس حولها إلا أن الخلافات فی الداخل و العداء الخارجی کانا من أهم أسباب سقوطها و سیطرة ابن رشید علی نجد المعروف بولائه للدولة العثمانیة،و جاء الملک عبد العزیز و الجزیرة العربیة وحدات سیاسیة متبعثرة،و قبائل متنافرة،و لذلک لم یکن تحدی دمج تلک الوحدات السیاسیة و الانتماءات القبیلة المتعددة إلی حظیرة الأمة الواحدة و صهر الولاءات الفرعیة من قبیلة و إقلیم القبیلة عام للدولة،لم یکن هذا التحدی أقل شأنا من عملیة توحید المملکة العربیة السعودیة عسکریا،و لکن الملک عبد العزیز استطاع أن یواجه هذا التحدی بأسلوب تحویل اهتمامات الناس من الحیاة القبیلة إلی نظام دولة الأصالة و المعاصرة،و هذا الأسلوب من أهم الأسالیب لتغییر الرأی العام السائد بین الجماهیر إزاء مسألة معینة،و لذا فإن رجال السیاسة و أجهزة الإعلام تتبع أسلوب تحویل انتباه الجماهیر من موضوع إلی موضوع آخر یکون أکثر أهمیة منه،و هذا ما قام به الملک عبد العزیز و هو ما تؤکد دراسات الرأی العام و الاتصال بالجماهیر علی أهمیته042."