ملخص الجهاز:
"و یمکن حصر أهم الوسائل التی تساهم بدورها فی تحقیق تلک الطائفة من العناصر ذات الطبیعة الموضوعیة المکونة للحس الأمنی، فی عدة وسائل أساسیة هی: 1-الملاحظة: و یقصد بالملاحظة باعتبارها إحدی الوسائل العقلانیة التی یمکن أن یتحقق بها الحس الأمنی،ذلک المجهود الذهنی العارض و الدقیق الذی یؤدی إلی رصد حرکة شخص أو تحدید ماهیة شیء بشکل یکشف مصدر الخطورة فی کلاهما و یهدف إلی منع تحققها أؤ الحیلولة دون استفحالها.
و بالرغم من أهمیة کل منهما فإن العدید من أفراد الأمن و کوادره بمستویاتها المختلفة،و کذلک بأجهزتهم المتعددة قد تحول ظروف الممارسة الأمنیة الیومیة دون امکان القیام بهما بالشکل المأمول منهما،تلک الظروف التی غالبا ما تنجح فی استنزاف الجهد الأمنی و حصر اهتمامه الیومی فی عملیات رد الفعل تجاه الأحداث المرتکبة للنجاح فی الوصول إلی تحدید شخصیة مرتکبیها،دون وجود الوقت أو الجهد الکفیلین بإمکان المدارسة و التحلیل وفقا للتصور الواجب لکل منهما.
و یؤدی کلا النوعین من العناصر دورا هاما فی حسن قیام الحس الأمنی بوظیفته المرجوة سواء فی مجال منع الجریمة ابتداء أم فی مجال مواجهتها بضبط الجناة فیها انتهاء:فیظهر دور العناصر الوجدانیة فی سرعة الانطباع أو الاتجاه نحو تصور معین،أو توقع محدد،أو تخوف بذاته یدفع رجل الأمن إلی سرعة التصرف باتخاذ إجراء ما کان یستطیع القیام به لو استغرق عقله بالتفکیر فیه.
و تأسیسا علی ذلک فإنه یمکن القول بأن کل من التوقع و التنبؤ لیس الاحساس بخطر حال أو مستقبل،احساسا عاما یمکن أن یکشف عن مصدر ذلک الخطر و شخص القائم به بشکل عام یتمکن به رجل الأمن اما من التحوط لحدوثه و الحیلولة دون اتمامه،و اما بصورة تساهم فی حسن وصوله إلی مرتکبی العمل الإجرامی."