ملخص الجهاز:
"و من هذا المنطق،و إزتکازا علی هذه الحقیقة،أشار رجال الفکر،و خبراء الأمن و علماء القانون و علوم الاتصال و الاعلام إلی أهمیة و خطورة دور وسائل الاعلام علی المجتمع فی مواجهة الظواهر الاجرامیة فإذا کنا نسلم تسلیما تاما بأهمیة الدور الذی یمکن أن تلعبه وسائل الاعلام فی تحصین و حمایة المجتمع من الجریمة،و دعم دور أجهزة الأمن فی المکافحة من خلال النشر الواعی و المؤثر لسلبیات الجریمة و آثارها المدمرة علی المجتمع،و التوعیة الشاملة بجهود و نشاط أجهزة الأمن،فإننا لا یمکن أن ننکر-و بنفس القدر-ذلک الدور الخطیر الذی تلعبه وسائل الإعلام فی التأثیر علی الإنسان بدفعه إلی الإنحراف، و السلوک الاجرامی،مقلدا،أو متأثرا بما ینشر من أفلام و ما یکتب من أخبار،و ما یبث من معلومات أو نماذج سلبیة یتقمصها کثیر من الأفراد.
فالنشر غیر الواعی عن إحدی الجرائم،أو إذاعة تفصیلات واسعة عنها،یکشف عن أسلوب تخطیطها و تلک المعانی،و إنما یتخطاها و کیفیة أرتکابها،و قبل أن یقبض علی الجانی أو یعاقب عن فعلته،فإنه یعد نشرا مؤثرا علی جهود الأمن،و قد یتعدی ذلک إلی دوره السلبی علی باقی أفراد المجتمع فهل نمنع أو نحرم النشر فی مثل هذه الأمور؟ أم نسمح بالنشر دون قیود؟ قبل الاجابة عن هذا السؤال الرئیسی...
نعود بعد ذلک لمحاولة الاجابة عن السؤال الرئیسی لهذه الدراسة،و هو:هل نترک لوسائل الاعلام حریة النشر المطلق حول أخبار الجرائم،و البث غیر المقید للأفلام، و المواد الاعلامیة المختلفة التی تحض علی الرذیلة و تهدم القیم،و تهدر الأخلاق؟أم یصبح تقبید هذه الوسائل،و امتناعها عن هذا المجال أمرا واجبا و ضروریا لحمایة و صون قیم و أخلاق المجتمع؟ (2)د."