ملخص الجهاز:
"الإنذار البریطانی الفرنسی لم تمض أربع و عشرون ساعة علی الزخف الصهیونی، حتی وقف سیر أنطونی إیدن رئیس الوزراء البریطانی فی مجلس العموم فی مساء یوم الثلاثاء 03 من أکتوبر یعلن أنه قد وجه إنذارا إلی حکومتی مصر و إسرائیل، و بأن القوات البریطانیة الفرنسیة ستحتل«مؤقتا»مواقع رئیسة فی کل من بور سعید و الإسماعیلیة و السویس؛ و طلب من الحکومتین«سحب»قواتهما إلی مسافة عشرة أمیال شرق القناة(بالنسبة لإسرائیل)و غرب القناة (بالنسبة لمصر)مع وقف جمیع الأعمال الحربیة بحرا و برا و جوا،و مع إنذار الحکومتین بإرسال رد علی هذا الإنذار النهائی خلال اثنتی عشرة ساعة،و إلا اضطرت الدولتان إلی استخدام القوات اللازمة لتنفیذ شروط الإنذار.
ألقی رئیس الوزارة البریطانی إعلانه هذا علی برلمان اکتظ بمن فیه من الأعضاء تو الزائرین؛لأن الجمیع کانوا یتوقعون إعلانا مسرحیا کهذا،و لعل کثیرا من الأعضاء تو غیر الأعضاء کان یعلم طرفا مما یبیته العدوان: فقد نشرت جریدة التیمس برقیة لمراسلها فی تل أبیب، أرسلت یوم 92 من أکتوبر عند ما بدأ العدوان الإسرائیلی یقول فیها:إن مصدرا صهیونیا کبیرا أکد لمراسل التیمس اللندنیة-أن الحکومة البریطانیة أصبحت تنظر إلی سیاسة إسرائیل و نیاتها و خططها بعین«العطف».
و لا حاجة بنا إلی إطالة الحدیث عن موقف کل بلد عربی کما أطلنا الحدیث عن العراق،لأن حالة العراق هی الحالة الوحیدة التی تنطوی علی ظروف خاصة، فهو القطر العربی الوحید الذی لا تتفق فیه سیاسة الدولة مع رغبات الشعب؛فإن شعب العراق کان فی طلیعة الشعوب العربیة حماسة و من أشدها سخطا علی العدوان الثلاثی الدنیء؛أما الحکومة العراقیة فلم تکن تجاری الشعب فی حماسته،و کانت تفکر فی مصالح عدة معقدة و تحرص علی مواردها من النفط أکثر من حرصها علی أن تلعب دورا خطیرا فی هذه الأزمة."