ملخص الجهاز:
"و لا تکمل هذه العقیدة لإنسان إلا إذا أسلم وجهه لله و هو محسن،و عمل بما تقتضیه من العدل و التعفف عن مال الغیر،و العطف علی المحتاج،و الإحسان إلی الناس جمیعا،و کان مع ذلک کله قویا بنفسه و بالله،لا یهاب أحدا فی سبیل الحق،مؤثرا طاعة الله و رضاه علی کل شیء.
*** و بعد الإیمان و الحب،نتحدث عن قیمة أخری من القیم الروحیة التی لا بد منها للفرد و للأمة علی السواء: و هی کرامة النفس؛فإن معرفة المرة ما لنفسه من کرامة تنأی به عن الصغائر،و تدفعه إلی جلائل الأعمال، کما تجعله یعرف ما فی هذه النفس من قوی مذخورة ینبغی الانتفاع بها فی عمل الخیر علی اختلاف ضروبه، و فد مختلف شئون الحیاة.
» و حدث أن عرضت علیه الحکومة البریطانیة منصب نائب الملک فی إفریقیة الجنوبیة،و هو منصب جلیل مرموق الشأن،و لکن من تقالیده أن زوجة صاحبه تستقبل الضیوف فی الحفلات الرسمیة،فما کان منه إلا أن رفضه و قال:«ما دام هذا شرطا لقبوله فلا أقبله لأنه إهانة لدینی،و مساومة لکرامتی!»و و یعمل بما ینصح به غیره فی قصیدة جاء فیها:«أنصف نفسک یا هذا و کن لها وفیا!»کما یقول فی مقطوعة أخری:«لک الحمد یا رب إذ لست من سقط المتاع،و لست من عبید الملوک و السلاطین،لقد رزقتنی حکمة و فراسة،لم أبعهما لملک من الملوک!»و أخیرا نجده یقول:إننی فقیر،قاعد علی قارعة الطریق و لکنی عنی النفس أبی!» *** و نعود فنقول:إن معرفة الإنسان بنفسه و کرامته حق المعرفة،و إیمانه بأنها من روح الله التقوی العزیز،العلی الأعلی،تجعله ینأی عما یلوثها من الأخلاق الرذلة مثل الکذب و الجبن و النفاق و الریاء و الأثرة و الأنانیة و الحقد و الحسد،و ما إلی هذه الأخلاق الوضیعة التی تمیل بالإنسان عن سواء السبیل و تجعله غیر حری بصفة الإنسانیة."