الواقعیة - مجلة المجلة مقالة

"و عند انبعاج السکون»بحثت عن نفسی، أقول لهذا الإنسان،لیس ما تقوله شعرا یا أخا «العجم»؛فما عرفت قط-أنا القارئ العادی-أن‌ الظلام ینبثق،أو أن السکون ینبعج،فأعفنی-رزقک الله‌ الفصاحة و سلامة اللسان-من الاستماع لمثل هذا الکلام. و کلمة أخیرة للأستاذ النجمی؛فقد لا حظت من‌ خلال کلامه أن القلم فی یده کان کالسوط،یقرع‌ هنا و یضرب هناک،و کنت أود أن یقف وقفة«هادئة» عند بعض الإنتاج الحدیث مما یسمونه شعرا،فینتقده نقدا موضوعیا،و حبذا الأمر لو قدم فی خلال نقده بعض‌ المقاییس العالمیة التی یقاس بها الشعر الیوم. ما الواقعیة؟هل هی وجه العذاب للمجتمع الإنسانی‌ یتلوی بتعابیر الاستغلال و الاضطهاد و الفقر؟ هل هی وجه الجریمة للنفس الإنسانیة یتقیح بمعالم‌ السقوط و الرذیلة؟هذان مفهومان للواقعیة نبتا فی ظل‌ مجتمعین،کان الواقع فیهما فترة من الزمن هو هذه‌ الصورة أو تلک: أما الصورة الأولی فهی الصورة التی انطبع بها المجتمع‌ (*)«المجلة»العدد الرابع عشر ص 69-301. و أما الصورة الأخری فهی الصورة التی انطبع بها المجتمع الفرنسی علی عهد إدمون دی جونکور و ألفونس‌ دودیه،وجی دی موباسان،و ظهر أثرها فی کتابات‌ هؤلاء باسم الواقعیة."