ملخص الجهاز:
"کان النساؤون من العرب یفاخرون قومهم بأنهم ینسئون،و یجعلون لهم الحرام حلالا، و الحلال حراما،و فی ذلک یقول أحدهم: لقد علمت معد أن قومی کرام الناس ان لهم کراما فأی الناس فأتونا بوتر و أی الناس لم نعلل لجاما ألسنا الناشئین علی معد شهور الحل نجعلها حراما؟ و ختاما أقرر أمام هذه الفوضی الجاهلیة أن النسئ ما هو الا نتیجة هوی نفسی،و تلاعب بما کانوا یعتقدونه دینا و شریعة،فلقد کانت الأربعة الأشهر المحرمة معروفة عندهم بأسمائها،فلما دعتهم حاجاتهم الی الاخلال ببعضها-أرادوا خدیعة دینهم بالوقوف علی العدد،و عدم الاهتمام بالأشهر المعنیة،فهم یحلون أحد الأشهر عاما،و یحرمونه عاما، لیتفق التحرم مع العدد المشروع،و هذه الأهواء و أمثالها جدیرة بمثل ما قال فیهم القرآن الکریم«انما النسئ زیادة فی الکفر»، علی أنهم لم یفعلوا ذلک و حسب،بل ربما زادوا فی عدد شهور العام کله فجعلوها ثلاثة عشر،أو أربعة عشر،و لهذا نص الکتاب الکریم علی عدد شهور العام«ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا.."