ملخص الجهاز:
"و أن الحیاة الأفضل کانت مجرد تمنیات و آمال فی الصدور المشتتة فقط فلم یکن هناک من سبیل اذن الا أن نخلق التراحم،و التواد یعقبه فعل ثوری جذری لاعادة الحق الی نصابه و ربط المسلم بالمسلم بعد أن أصبح تخلفنا المادی و الاجتماعی عقدة ثابتة استقرت و بنی علیها الطامعون آمالهم و لم یکن هناک من سبیل أیضا الا أن نمزق القناع عن واجهة المجتمع المزیفة لنفضح الخدیعة الکبری فی مجتمعنا المتخلف الذی أصبح الرائد الحتمی فیه أنه لا معنی للحریة السیاسیة من غیر الدیموقراطیة الاقتصادیة و ایمان المیثاق بالاشتراکیة انما هو ایمان ینبع من ضرروة لازمة للمجتمع و هی تدور حول هدف واحد هو خلق مجتمع العمل و تکافؤ الفرصة.
مجتمع الانتاج و مجتمع الخدمات و نحن لو تساءلنا بعمق و حاولنا أن نتصور هذا المجتمع و انعکاس آثاره علی المسلم لالتقینا مع کلام الله عز و جل و تعالیمه «و لا تؤتوا السفهاء أموالکم التی جعل الله لکم قیاما» و یشیر القرآن الی أن الاعتداء علیها أو التصرف السیء فیها هو عدوان علی الجمیع فالاسلام الحنیف یعلم و یحیط بالضرورات اللازمة لصلاح المجتمع من أن الاقتصاد الموجه المخطط انما هو وسیلة مباشرة لخلق الصناعة و التجارة و الانعاش.
و من ثم فقدان الحریة لجماهیر الشعب و سلب کل قیمة-و نحن فی معرض الحدیث عن هذا الاستغلال فانما نسلم أول ما نسلم بأن دیننا الحنیف یحرم تحریما قاطعا استغلال المسلمین و بهذا الوضع الذی انتهجه الاسلام فی بناء المجتمع و ربط بین أفراده یقول الرسول الکریم«المسلم أخو المسلم لا یظلمه و لا یسلمه من ترکه یجوع و یعری-و هو قادر علی اطعامه و کسوته فقد أسلمه»و قال علیه الصلاة و السلام«من کان معه فضل ظهر فلیعد به علی من لا ظهر له و من کان له فضل زاد فلیعد به علی من لا زاد له» و یقول عمر بن الخطاب:«لو استقبلت من أمری ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنیاء فقسمتها علی فقراء المهاجرین»."