ملخص الجهاز:
"فالمعروف الآن أن الولایات المتحدة أرسلت الی اسرائیل مئات من الطائرات علی موجات قبیل المعرکة،عدا الآلاف من«المتطوعین» من الطیارین الغربیین،و فوق هذا کله عدد غیر معروف-بضع مئات أخری بالتأکید-شارک فی المعرکة من قلب الأسطول السادس و کل حلقة القواعد الأمریکیة فی البحر المتوسط و الشرق الأوسط،حتی بلغ مجموع الأسطول الجوی الذی أتیح للعدو أن یستعمله فی المعرکة کلها نحو 0051 طائرة کما تقدر المصادر العربیة،نحو الألف منها علی الأقل هی حصة التواطؤ مباشرة.
و فی ظل هذه المرحلة وجدنا قمة المزایدة حین انطلقت الأصوات الحاقدة التی تقطر غلا علی العرب من شیوخ الولایات الی اشباح الساسة الموتورین فی بریطانیا و أوربا،عدا زعماء العصابة الاسرائیلیة أنفسهم بالطبع،انطلقت تطالب فعلا باعادة تخطیط حدود اسرائیل علی اساس التوسع و الاغتصاب الجدید بزعم الحقائق الواقعیة الراهنة،و بحجة ضمان أمن اسرائیل و السلام فی المنطقة(کذا!)و معنی هذا ضم شریحة من جنوب سوریا،ثم الضفة الغربیة من الأردن،ثم غزة و سیناء،هذا فضلا عن حق المرور لا فی خلیج العقبة و مضیق تیران فحسب بل و عبر قناة السویس کذلک(کذا!).
نقول هذا لسبب بسیط ولکنه قاطع،فالأزمة التی فجرت الموقف الی درجة الحرب انما بدأت أصلا بمنع اسرائیل من المرور فی المضیق،و لو قد کانت علی استعداد لأن تقبل بذلک لما قبلت بمخاطرة الحرب فی وقت کان الموقف الحربی فی غیر صالحها،فکیف و هی تری نفسها-بغض النظر عن التواطؤ-تضع أیدیها الآن لا علی المضیق وحده بل علی أراض عربیة حوله؟هل من المتصور أن تقبل اسرائیل -ودعک من حقدها الصهیونی البشع و کراهیتها الحیوانیة للعرب و أطماعها المتوحشة فیهم-أن تخسر المعرکة السیاسیة و قد کسبت لها المعرکة العسکریة؟و بالفعل فقد حملت الأنباء،بعد أن تم کتابة هذا،أعلان اسرائیل عدم الاتزام بأی قرار بالانسحاب لتقطع الطریق علی الضغط و العمل السیاسی قبل أن یبدآ.."