"تأتی بعد ذلک مقالة عن وحدة الفکر العربی یشرح فیها کاتبها أصول هذه الوحدة ماذا تکون،ثم یبین الوسائل التعلیمیة بصفة خاصة التی تنتهی بالناشئة العرب عن طریق المدارس و المعاهد و الجامعات بالایمان القوی فی الوحدة العربیة،نعم لقد أثبتت الفواجع الأخیرة شدة التماسک بین اجزاء الوطن العربی مهما ظهر علی السطح من الدلائل التی قد یسیء فهمها المتشائمون،ألا أن واجب العرب علی کل حال ألا یترکوا أمر هذه الوحدة للمصادقات بل علیهم أن یتعهدوها فی دور التربیة و التعلیم،بالتقویة و التنمیة،و لقد حدث بالفعل أن اجتمعت مؤتمرات عدة من وزراء التربیة و التعلیم فی البلدان العربیة بغیه الاتفاق علی خطة موحدة فی هذا السبیل،لا سیما أن الأمر قد أصبح واضحا وضوح الیقین أن المستعمرین لا یخشون شیئا فی هذا الرکن العربی من العالم خشیتهم من الحرکة التقدمیة التحرریة التی تستهدف الوحدة العربیة بکل معانیها و تراهم فی سبیل ذلک لا یدخرون وسعا فی العبث بتراثنا الفکری و الروحی و بتربیتنا الاجتماعیة و اتجاهاتنا القومیة لعلهم یصدقونا عن الطرق السلیمة التی لا بد لنا منها لکی تنتهی الی الوحدة المنشودة."