ملخص الجهاز:
"(به تصویر صفحه مراجعه شود) تیارات جدیدة مواجهه الزات فی أدبنا العربی علی برکات یسترعی الانتباء فی الأدب العربی الحدیث ندوة ما کتب فی فن السیرة الذاتیة،فی الوقت الذی أزدهر فیه هذا الفن فی الآداب الغربیة الحدیثة ازدهارا واضحا،و یرجع ذلک الی عدم الاهتمام بالدراسات التی تتناول هذا الفن الأدبی،و قلة ما قدم الأدباء العرب من مؤلفات یکشفون فیها عن أنفسهم،و یعرضون نشأتهم،و تربیتهم،و أطوار حیاتهم،و ما اکتنفها من خیرات و تجارب،و ما صادفوه من مواقف،و الظروف السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة التی لازمت حیاتهم،بحیث یجیء عرضهم متسما بالصراحة و الشجاعة التی تمکن الکاتب من أن یخرج من ذاته،و وقوفه من نفسه موقفا موضوعیا یحقق مواجهته لها،و تفحص ما مر بحیاته من أحداث و ظروف،و یکون بمثابة من یقف من ذاته وجها لوجه مسجلا حیاته تسجیلا أمینا لا یخشی مواجهة کل حقائقها مهما علت أو صفرت قیمتها.
مواجهة غیر مباشرة و من المحقق أن أدب السیرة الذاتیة جذب انتباه أدبائنا،لتمیزه بالصراحة التی تزیل الحواجز بین الکاتب و القاریء،ولم یکن ما یکتبه کتاب الغرب عن ذواتهم، و ما صادفوه فی حیاتهم من أحداث،أو اتصلوا بهم من شخصیات،یقتصر علی الترجمة الذاتیة المباشرة، بل کان بعضهم یعرض جوانب من حیاتهم فی صور فنیة أخری متنوعة،قد تکون مسرحیة یستلهمون أحداثها و أبطالها من واقع حیاتهم،أو یسجلون بعض أطوار هذه الحیاة و ملابساتها فی.
و لما کان القاریء العربی فی مطلع القرن العشرین لم یألف بعد هذا اللون من الفن الأدبی،فان الأدباء لم یقدموا سیرهم الذاتیة دفعة واحدة فی کتب،بل نشروها أولا فی سلسلة مقالات بالمجلات،مثل«اعترافات»عبد الرحمن شکری التی نشرت مسلسلة فی«الجریدة»و«أیام» طه حسین فی«الهلال»،«و تربیة سلامة موسی» لسلامة موسی نشرت متفرقة فی«الهلال»و«المقتطف» و«العصور»و«أخبار الیوم»،و عباس العقاد نشر «أنا»و«حیاة قلم»فی«الهلال»و«و المصور» و«اثنین»و«القافلة»،و أحمد أمین نشر جانبا من حیاته فی«الرسالة»و«الثقافة»،و کان نواة«حیاتی»."