ملخص الجهاز:
"و أمر الملائکة أن یسجدوا له،و نهاه عن أکل الشجرة،فوسوس الیه الشیطان و عصی آدم ربه فغوی،و أهبطه الله من الجنة الی الأرض،و اشتدت محنته فقل أحد و لدیه أخاه،ثم طال بکاؤه و امتد حزنه،فاستغفر ربه و دعاه،و من الله علیه بالفرج بعد الکرب و المحنة فتاب علیه و هدی، و کشف غمته،و بدد ظلمته،فآدم أول من امتحن من الخلق،و أول من دعا ربه فاستجاب له، و عوضه بدل ابنه المفقود،و ابنه العاق،أول أولاده البررة و هو سیدنا شیث علیه السلام، و جعل ذریته هم الباقین،و أفاء الله علیهم من النعم بما یتقاصرونه الشکر و الحمد،و امتحن الله سیدنا نوحا،اذا اختلف علیه،و عصاه مع العصاة ولده،کما ابتلاه بالطوفان و رکوب السفینة و هی تجری بهم فی موج کالجبال، و اعتصم ابنه بالجبل،و دعا نوح ربه أن ینجی ولده فأبی ربنا اذ هو لیس من أهله فکان من المغرقین،لکن الله تعالی تدارکه بلطفه،و ساق الیه الفرج بعد الشدة،فمکن له فی الأرض،و قال یا أرض ابلعی ماءک و أنشأ منه جمیع البشر کما أنشأهم من آدم أولا،یقول الله فی محکم کتابه: «و لقد نادانا نوح فلنعم المجیبون.
و قوله تعالی «و أفوض أمری الی الله ان الله بصیر بالعباد فوقاه الله سیئات ما مکروا» و قوله تعالی: «و ذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر علیه فنادی فی الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانک انی کنت من الظالمین فاستجبنا له و نجیناه من الغم و کذلک ننجی المؤمنین» و قوله: «الذین قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لکم فاخشوهم فزادهم ایمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوکیل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم یمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظیم»."