ملخص الجهاز:
"المسیرة و أشواک الطریق المستشار محمد التهامی کتب الله-و لا مرد لحکمه-علی المنطقة العربیة أن تواجه المعرکة الحضاریة الضاریة بین الشرق و الغرب،منذ تراجعت الحضارة الاسلامیة،و تناثرت آخر فلولها عقب سقوط الخلافة العثمانیة ثم هزیمة ترکیا أخیرا فی الحرب العالمیة الأولی حین تقاسمت الدول الاستعماریة مناطق النفوذ فی العالم الاسلامی و العربی.
و تعددت وجوه الصراع بین الغرب المنتصر و الشرق المتراجع و تنوعت أسالیبه و أحاطت آثاره بحیاة الناس السیاسیة و الاجتماعیة و الثقافیة و الاقتصادیة،و بایجاز عانت الحضارة فی الشرق تخلفا مریرا قاسیا لا طاقة للناس به و لا صبر لهم علیه،و لذلک تعددت الثورات و الوثبات و الانتفاضات فی کل مکان،و طالما کان الصراع داخلیا بین قوی المنطقة کان الاستعمار یتفرج علیه تارکا تلک القوی تأکل نفسها،حتی اذا برزت قوة یحسب لها حساب تصدی الاستعمار لضربها،و من الأمثلة الصارخة ضرب الأساطیل الأوروبیة الانجلیزیة و الفرنسیة و الروسیة الأسطول المصری فی نوارین فی منتصف القرن التاسع عشر للقضاء علی قوة ناشئة کان یحسب حسابها و کان المتوقع منها أن یکون لها فی المنطقة شأن،ثم ضرب الأسطول الانجلیزی الاسکندریة و القضاء علی جیش عرابی و احتلال مصر فی أواخر القرن و کذلک ضرب الثورة المهدیة فی السودان."