ملخص الجهاز:
"خامسا:غایة الفقه الاسلامی اسعاد البشریة جمعاء: تقوم أحکام الفقه الاسلامی علی أساس المواعمة بین مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة فضرب بذلک المثل الأعلی لرعایة الفرد و المجتمع و الانسانیة و هی غایة مقصودة للفقه الاسلامی لما یتمیز به من خصائص ینفرد بها عن غیره من ضروب الفقه و القوانین العالمیة اذ الغایة المنشودة من تشریع الأحکام الفقهیة هی اسعاد البشریة جمعاء لما اشتملت علیه تلک الأحکام من توفیق بین المصالح المادیة و الروحیة و لما تهدف الیه تلک الأحکام من تحقیق المصلحة مناط الأحکام للفقه الاسلامی هو تحقیق المصلحة لجلب نفع او درء مفسدة و اذا قارنا القانون بأحکام الفقه من حیث الغایة التی یبتغیها و اضع القانون نجد أن واضع القانون مهما تحرز فی وضع القانون و ابتغی مصلحة الفرد و الجماعة الا أنه عاجز عن معالجة النفس البشریة تماما فی حین أن المشرع الأعلی و هو الخبیر بالنفس البشریة و خالقها «و نفس و ما سواها»قادر علی سن التشریع الملائم لمصلحة الفرد و الجماعة لأنه یعلم ما تخفی الصدور و یدرک ظواهر الأمور و بواطنها فهو وحده صاحب الأمر و النهی سبحانه و تعالی الذی وسعت رحمته کل شیء و الذی بأحکامه العادلة الرحیمة یسعد الفرد و الجماعة و فیها سعادة البشریة کلها لما فیها من غایة اسعاد الناس کافة أفرادا و جماعات ففی أحکام العبادات-من صلاة وصوم و زکاة و حج تجدها تهدف جمیعا الی تطهیر الروح و وصلها بالله و تزکیة النفس وصحة الجس مما یؤدی الی صلاح حال الفرد و الجماعة معا."