أربع سنوات فی میدان الفکر مقالة

"و فی الوقت الذی خلا فیه میدان الفکر من لسان‌ معبر؛و صوت ناطق،و ضمیر یقظ،یعکس‌ حاجات الناس إلی الثقافة الجادة الرصینة. و لکن الثقة عادت إلی هؤلاء الأساتذة مرة أخری، بتوالی ظهور أعداد«المجلة»،و حرصها علی أن تحافظ فیما تنشر علی مستوی فکری معین،و محاولتها الدائمة الدائبة،علی أن تفتح آفاقا شتی للعلم و المعرفة و البحث، و متابعة التیارات الفکریة فی العالم،و تعمق التراث القومی، و رصد الاتجاهات الفکریة فی محیط العالم العربی، و متابعة التطور الفکری فی الثقافة و الفن،فی یقظة و تبصر،لتقود المثقف إلی ما ینشده من عوالم خصبة حیة جمیلة،تطفئ الظمأ إلی ثقافة أوسع،و تملأ جوانب الإنسان فیه،بثمرات التفکیر الإنسانی العام. و بهذا حطمت الاستبداد الفکری الذی حاول‌ الاستعمار السیاسی أن یفرضه علی أبناء هذه الأمة، و خرجت عن الدائرة الضیقة المحدودة التی کانت تدور فی نطاقها الدراسات و الأبحاث و التراجم و المترجمات و السیر و الأحادیث."