"و الدفاع البشری،یهدف الی الحفاظ علی النوع و الانطلاق نحو العمران و الرقی الانسانی،و غالبا ما یتم استزراع هذا العنصر فی مرحلة مبکرة من حیاة الإنسان من خلال الوالدین،عبر قیامهما بتعریف الأبناء علی مصادر التهدید و الخطر و سبل الوقایة منها و کیفیة مجابهة التحدیات الخارجیة،تماما کما هی الأمم فی حاجتها لمعرفة مصادر التهدید الموجهة الیها،الأمر الذی یدعونا للقول بأن الاستجابة للمنبه-التهدید الخارجی یمثل عنصرا ضروریا فی حیاة الأمم و المجتمعات.
و أخیرا،هناک ثلاثة أنواع من نظم التنبیه الاجتماعی: -نظام الکوارث:و هذا النظام التنبیهی،یخبر عن وقوع الکارثة بعد أن سمع بها القاصی والدانی فی الخارج،بینما یقوم هذا النظام باستکمال إجراءات الإبلاغ عن نبأ الکارثة بعد مرور وقت یقصر أو یطول علی وقوعها،و کذلک یعطی توجیهاته فی کیفیة تخفیف نتائج الکارثة،و سبل تغطیة حاجات المناطق المنکوبة،و هذا النظام یعکس تخلف الأمة و تردی مستوی الیقظة فیها،و هذا النوع من الأمم یکون أسیرا للتبدلات الخارجیة، محکوما الی ما یقرره الآخرون و یرسمونه من سیاسات،و بسبب عطالته و تخلف جهازه التنبیهی،یظل خاضعا لغیره مستلبا،سادرا فی تخلفه مستکینا لواقعه المحتضر."