ملخص الجهاز:
"لا نقایضها تراتیل امرأة یعزف الصمت فیها انتشاء الحیاة تراتیل امرأة لم تکن قبل تعشق إلا المدی و وجهک حین یخالسها الفجر نشوته وطنا موسمی الندی تفاجئها عازفا وجع الصمت و الذاکرة و تربک عودتها للسبات(ص 42-52) هنا مفردات أنثویة جاهزة سحبتها الشاعرة من حقیبة یدها(یستبیح-نحتویک-تراتیل امرأة-انتشاء الحیاة-تعشق-یخالسها الفجر نشوته)و هناک مفردات أدخلتها الشاعرة إلی حوزتها،و امتلکتها،و صیهءرتها مفردات خصوصیة تحمل شخصیة المرأة و عاطفتها مثل(الموت فیک -حلم-نتوه-صخب ناشز-یعزف-موسمی -الندی-وجع-الذاکرة-تربک-عودتها -السبات)و غیر المفردات الجاهزة و المصنعة أدخلت الشاعرة کل تلک العناصر و صنعت منها صورا شعریة جزئیة و کلیة تشی هذه الصورة بتجربة المرأة ووجدانیاتها،و لا تستطیع أن تقول هذا المعنی سوی امرأة تعرف معنی استباحة الوطن لشرایینها،و حتی حین یضیعنا الوطن بقسوته و ظلمه،و لنتأمل تسامح المرأة و عاطفة الحنان المتوقدة فیها،حتی إذا رفضنا الوطن أو لفظنا فهو کائن فینا..
و ترصد الشاعرة،فی صورة أخری،مراحل موت النداء،و تمزق أوصاله،تقول الشاعرة: من یقایض صمتا بعید؟ و یعلن فینا احتفاء القصید؟ ألفنا تسول أفراحنا فی المنافی نزیف القوافی التشظی علی القارعة بین الصدی و التواریخ یا وطنی و النداء البلید رضینا بأصداء أمس تلید تلبس أیامنا الضائعة احترفنا الأهازیج و الشوق و الغصة الدامعة(ص 17) هی دعوی إلی الانعتاق من أسر الماضی،فإذا کنا سوف نجتر الماضی فلیکن السکوت أفضل، و لیختفی الشعر من حیاتنا إذا کان هدفه استعادة الماضی،فحتی أفراحنا نسرقها من الراحلین، و القوافی الممجوجة تجعلنا أسری حیاة لم تعد مناسبة لنا،و نحن نردد کلماتهم و أصواتهم، نبکی لهم،و نشتاق بالنیابة عنهم،و تدمع أعیننا دون سبب،فهذه الرومانسیة الحالمة لا بد أن تنتهی،و نتمرد علیها لنحقق لوطننا دعائم القوة و النجاح،الشاعرة ترحب بالصمت،و لکنه الصمت الرافض هنا،و الصورة الشعریة تمتاز هنا بثراء الحرکة و توظیف العناصر المختلفة: صورة الإنسان الذی یتسول الفرحة من الآخرین صورة مضحکة مبکیة معا."