ملخص الجهاز:
"و الحق أن تعبیر(حساسیة جدیدة)کان مبالغا فیه بعض الشیء،لأن هذا التعبیر لم یصدق إلا علی عدد قلیل جدا من الأعمال الأدبیة،تلک التی تمیزت بتفردهاو طابعها الخاص الذی اصطبغت به شخوصها و لغتها و أماکنها فی وحدة واحدة.
و تختلف هنا الحساسیة التی عصنیها عن الحساسیة التی أشار إلیها الأستاذ إدوار الخراط فی تقدیمه للعدد الرابع عشر من مجلة الکرمل الخاص عن(الأدب فی مصر الآن)،حیث رصد الأستاذ إدوار الملامح الفنیة التی میزت الحساسیة الجدیدة عن الحساسیة التقلیدیة و منها: 1-کسر الترتیب السردی الاضطراری.
فإذا کنا نکتب عن الإنسان،فهو موجود فی کل مکان،و الطبیعة الإنسانیة لا تتغیر إنما الذی یختلف هو التجربة الإنسانیة من منظور معین،و لیکن هذا المنظور هو البیئة مضافا إلیها الرؤیة الفنیة الخاصة،بالاضافة إلی السلوکیات و الأعراف الاجتماعیة التی تختلف من بیئة إلی أخری.
و علی هذا المنوال تختلف التجربة الإنسانیة بأبعادها الاجتماعیة فی کل من البیئة الصحراویة و النائیة و الزراعیة و المزدحمة،و فی المدن المغلقة و المفتوحة، و فی البیئاتا لفقیرة التی تتصارع لتدفع عنها العزلةو توفر لنفسها سبل الاتصال بالعالم الخارجی.
و هناک بعض الأعمال الأخری التی تمیزت بعبق القاهرة مثل قندیل أم هاشم و مصریات الأستاذ یحیی حقی،و روایة «السائرون نیاما»للأدیب الراحل سعد مکاوی التی رحلت بنا إلی فترة من عصر الممالیک،و کانت من أبدع ما کتبه مؤلفها،فعصر الممالیک أرسی الکثیر من العادات و البدع التی مازلنا نعیشها حتی الآن،ملامح ذلک العصر ما زالت فی وجداننا الجمعی،تتعایش مع ملامح الرقی وا لتطور الذی بلغه مجتمعنا المعاصر.
ظهر هذا المنحنی الهام فی القصص المصری و بدت مؤشراته عند عدد قلیل من الأدباء منهم الأدیب الراحل یحیی الطاهر عبد الله،عبد العال الحمامصی،عبد الوهاب الأسوانی و محمد مستجاب و محسن یونس.."