ملخص الجهاز:
"، و الغیم یختق النهار یرنو من الزجاج محصنا بالدار کفاه فوق مقبض الرتاج و صدره الذی بانت علیه بصمة الزمن و ضیقت فیه منافذ الشهیق و الزفیر یهرب من أمشیر وراء معطف ثقیل إذ الغبار قد لون الهواء و البیوت و الشجر بصفرة السقام و الضجر و لم تزل تلک الریاح الهائجه تفرع النوافذ المثلجه بالعصف و العویل عیناه رحنا-برغم طائر الوهن ذاک الذی منذ سنین فیهما استقر تغالبان سطوة الغبش و وجهه الذی انکمش و جف فی عروقه الرحیق -یحول فی الطریق فقلت: إنه السأم قد بثه السریر فمل-مثلی-من فراشه الضریر و عدن کی أحایل القلم لعله یبث فی خواء أسطر الورق ما دونته فی مشاعری الریاح و الغبار و المطر و انهالت الحروف و الصور و فجأة.
و حینما أردت أن أطمئن العجوز؛ لم أجده واقفا بشرفته فقلت:- إنه الوجل أعاده لحجرته هنیهة و شق ستر الیأس بارق الأمل لما بدا من هب لا یخشی الخطر و غاص فی الأنقاض و الزجاج و الحجر دققت کی أی ملامح البطل فباغتتنی سحنة العجوز و هو یرفع الرکام ثم یقوم حاملا غلام و صدره التحیف ضمادة فوق الجراح و النزیف حینئذ؛ شعرت بالخجل یلفنی؛ و راح یدفع الأصابع البلیده لکی تمزق القصیدة الاسکندریة:أحمد محمود مبارک (به تصویر صفحه مراجعه شود)"