ملخص الجهاز:
فالإسلام فی البدء أعطی للحیاة الأخرویّة القیمة الأساس وجعلها المستقرّ الأبدیّ ودار البقاء، وعلَّم أتباعه النظر إلی هذه الدنیا علی أنَّها دار فناء وزوال، واعتبر أنّ الفوز فی الحیاة الأخری هو الفوز الحقیقیّ الذی یُمکن أن یناله الإنسان.
کما أعطی الإسلام لحظة الموت - التی یَنظر الإنسان إلیها بطبعه المتعلِّق بهذه الدنیا نظرة سوء - بُعداً مشوِّقاً عندما أبان عن حقیقتها، وأنَّها لحظة لقاء الله عزّ وجل، لقاء المحبِّ بالحبیب الذی کان ینتظره، فکانت لحظةً منتَظَرةً ینتظرها المؤمن بشغفٍ وشوق.
فکیف بالشهید إذا کان عالماً بذل علمه فی سبیل أن یُنیر للناس طریق الهدی، وکیف بالشهید إذا کان باذلاً یَعمل بصمت بعیداً عن صخب الدنیا منصرفاً إلی أداء تکلیفه علی أفضل وجه وبأتمِّ صورة.
وکیف بالشهید إذا کان أثره فی هذه الدنیا واسعاً معطاءً یُغدق علی من بَعده نوراً بعد نور، فلم یترکهم إلا وقد بنی منهم أباة یبذلون مهجهم فی سبیل الله.