ملخص الجهاز:
الافتتاحیة عروج الإنسانیة لقد خلق الله الإنسان وأودع فیه میلاً فطریاً وعشقاً جبلیاً للکمال المطلق اللامتناهی.
وهیأ له أسباب الوصول إلیه، ودعاه إلی اعتلاء العروة الوثقی بنداء خفی یختصر سر حرکته فی الحیاة.
ولأن الدنیا کانت دار بلاء وامتحان فقد زینت بأنواع الشهوات والملذات، ولأن فی الإنسان استعداداً للشر فقد أنشأ أحیاناً کثیرة علاقة مفرطة بها مستفیداً منها لتحقیق مآربه الفاسدة، فاتحدت الأنانیة مع الدنیا لتشکلا وحشاً کاسراً یسفک الدماء ویفسد فی الأرض.
تلک المنارات التی نصبت کالأعلام تحمل دعوة الحق وترسم برنامج العروج إلی قمة الإنسانیة ومجد اللقاء.
کیف نفهم الحیاة فی إ بحار فوق ظلمات الأمواج بدونها.
وما هو نهجنا فی دروب السعادة التی تنشدها.
هی نقطة الفصل بین الصعود والهبوط بین العروج والتسافل.
الإنسان الحامل لأمانة المسؤولیة بمعرفة الأسماء.
نحن المؤمنون، کیف نتصل بها یتخیل البعض منا أن الحیاة عمل محص، لا یعرفون من روائه هدفاً...
فیرون القیادة أمراً تنفیذیاً، فإذا وصلوا إلی قمة الطاعة بزعمهم فذلک لأنهم أفضل من ینفذ التکلیف، وهذا حسن ولکن لا یکفی...
القیادة الواعیة ترسم نهجاً، تحمل فکراً عمیقاً وتبث همومها المتصلة بمخزن أسرار الوجود وصاحب أحزان السنین علها تسمع جواباً فیصبح مشروعاً لیتحول إلی تنفیذ.
من لا یعلم هذا فقد ظلم نفسه، ومن یحمل مشروعاً مغایراً فهو أظلم.
هل نسینا أن القیادة هی نقطة الفصل.
وأنها بوابة العروج...
وأنها سر الامتحان وسبب التکامل.
من نسی هذا فلیتذکر، ومن أنکره فلیرجع البصر إلی الحادثة الأولی فی عالم الوجود حیث فتح الله سبحانه للإنسان بصیرة بعد شرف الأسماء.
أجل، فإطاعة القائد واتباعه بالرجوع إلی فکره وملاحقة کلماته الدریة وهمومه المبثوثة...
(ومن یطع الرسول فقد أطاع الله).