ملخص الجهاز:
«لغة الأحاسیس البشریة» موسی حسین صفوان حیثما وجد الإنسان، کانت الموسیقی لوناً من ألوان الفنون التی تعبر عن مضمون الأفراد والمجتمعات الحضاری، وخیر معبر عن أحاسیس ومشاعر الشعوب، حتی بات لکل شعب لحنه وترنیمته وتراثه الفلکلوری الذی یعرف به.
وقد أدّت هذه المدرسة إلی بروز الموسیقی الوطنیة والقومیة حیث تمیزت العدید من القومیات الصغیرة بألحانها الموسیقیة الخاصة التی صارت بمثابة الشعار الذی یحرک مشاعر الولاء للوطن، ومن هنا کان ما یعرف الیوم «بالنشید الوطنی» والذی اتخذ من القداسة مقاماً یوازی مقام «العَلَم» الذی تقدم فی سبیله التضحیات الغالیة...
ومن الواضح أن هذه المدارس الموسیقیة والتی تعبر فی تناقضاتها عن الصراعات النفسیة القائمة فی النفس البشریة المعاصرة، وترسم صورة التمزق العاطفی والاضطراب الخلقی نتیجة فقدان المیزان القیمی وتنحِّی الثوابت الأخلاقیة التی من شأنها الإسهام فی صناعة التوازن العاطفی والعقلی للإنسان...
ومن هنا نجد ما یسمی بالصرعات الموسیقیة التی تنزع بالإنسان نحو البهائمیة لتخلق له أحاسیس شهوانیة بدل الأحاسیس العاطفیة(الرومنسیة)الرقیقة التی فقدها جراء تحول الحیاة البشریة إلی عصر الآلة، وتحول الإنسان إلی بضعة أرقام لا أکثر ولا أقل...