ملخص الجهاز:
هناک وجه آخر من وجوه کربلاء، بل هو الوجه الحقیقی، لأننا لو اقتصرنا علی الوجه الأول، لوجدنا کثیراً من الأمثلة قد تفوق فی فظاعتها ما حدث للإمام الحسین(ع)، من حیث أسلوب القتل، وکثرة من قتل، والظروف المرافقة له، التی تزید فی التأثیر، من قتل ولد بین یدی أبیه، أو بقر بطن امرأة، أو قتل الشیوخ وغیر ذلک من الصور.
لکننا إذا نظرنا إلی الوجه الحقیقی للحدث الکربلائی، نجد أننا أمام شخصٍ هو إمام للأمة، وصل إلی مرتبة الإمامة بعد أن بلغ أعلی المراتب فی الأخلاق والإیمان والتقوی، وعرف فیه الناس ذلک، وهو أحد الذین نزل فیهم قول اللَّه تعالی: «ویطعمون الطعام علی حبه مسکیناً ویتیماً وأسیراً إنما نطعمکم لوجه اللَّه لا نرید منکم جزاءاً ولا شکوراً إنا نخاف من ربنا یوماً عبوساً قمطریراً»(سورة الإنسان: 8 - 10).