أول الکلام : فی الفساد ضیاع الأهداف الشیخ یوسف سرور بسم الله الرحمن الرحیم إذا کان العقلاء من الناس قد حددوا أهدافاً لأنفسهم فی هذه الحیاة، فلا بد أن یکونوا قد جعلوا هذه الأهداف تتویجاً لما یقتنعون به من أفکار، ولا بد أن تکون هذه الأهداف منسجمة، مع اعتقاداتهم، متناسبةً مع ثوابتهم ومسلماتهم فی هذه الحیاة.
ومن جهة ثالثة، من اللازم أن تکون هذه البرامج فی حال تطبیقها مؤدیةً وموصلة إلی تلک الأهداف، وإلا فلا بد أن یکون هناک تهافت حینها بین رسم الأهداف التی وضعوها نصب أعینهم، وبین تلک الآلیات والبرامج.
عندما تکون الأهداف سامیة والغایات شریفة، فهی حینها تستحق السعی من أجل تحصیلها أکثر، وتستدعی التضحیة فی سبیل بلوغها أکثر.
فکلما کان الإنسان ملتزماً بهذه التشریعات، عاملاً بأوامرها، التی عبرت عنها الشریعة بالواجبات، تارکاً لنواهیها التی عُبّر عنها بالمحرمات، کان إمکان بلوغ الغایات أقرب، وکانت الطریق إلیها أقصر، وهو ما عبر عنه تعالی بالصراط المستقیم: إهدنا الصراط المستقیم"(2).