ملخص الجهاز:
بورکت یداک الحاجة أم حسین أخی المجاهد...
یا حاملاً دمه لواءاً..
والنور حروف نداء..
ها هی الأرض زهرٌ حول زهر وقد فاح مسکاً وعنبر..
بقدوم عیدک لاح فخر وتباهی أکثر..
یا قلباً فی قلبی..
یا روحاً فی روحی..
ما أعذبه نسیم الروح..
ولعمری أی الأسرار تأسرها هدأة عینیک..
عرفت حین سمعتک أن النهایة بدایة هی..
وحین سمعت عنک علمت أن البدایة أصعب..
صداک أکثر من خیال..
وزادک فی عروقی وقود..
کلماتک سورٌ عالٍ..
وأحرفک معراجی نحو المطلق..
أخی المجاهد قد کلَّلتک الزغارید..
أیار یحبو عند أقدامک..
والأزهار تتسابق نحوک..
بورکت یداک...
أخی المجاهد...
بورکت أخاً...
****** شمس الحریة زینب علی عباس ...
وانبثق الفجر بنوره الوضّاح، فأشرقت شمسٌ ما أروعها وما أجملها!
نثرت خیوطها الذهبیة المرَصّعة بالماس، علی قمم جبال صامدة جبّارة، لم تخشَ الأعداء، فأیقظتِ العیونَ النائمة الحزینةَ لتخبرهم قصّة مجدٍ، کتبتها حروف حمراء.
فبدأتِ العیونُ تتساءل عن السّحر المکنون فی شعاع الشمس!
فما بالها الشمس مبتهجة، فرحة، توَزّع ابتساماتها هنا وهناک؟ ما بالها فرحة وجنوبنا ملطّخ بالدّماء!
فإذْ بها شمس الحرّیة، التی طال انتظارها واشتیق لها ولنورها الذی أعاد البصر إلی أعین الشیخ، وأرجع دمعة الأمّ من الخدّ إلی العین، وأعاد الأمل إلی قلب طفل لم یرَ من طفولته سوی الدّمار والدّمار...
وما زالت الأعین محدِّقة فی الشمس تتساءل عن الّذی أعاد الحیاة، لتشکره وتقبّل یده...
فابتسمت لها روح الشهید فی السّماء وأهدتها کلمات حبّ وإباء...
فتعالت زغارید النساء فرحة بلقاء عرس التحریر الذی زفّه عرس الشهداء...
استحت الأعین وارتبکت، فکیف یسعها شکر الأبطال فأتاها صوت من السماء: الشکر هو حفظ المقاومة!!...