چکیده:
تتناول هذه الدراسة المشكل الدلاليّ عند الجبّي في كتابه شرح غريب ألفاظ المدوّنة في مصطلحات المالكية، وتكوّنت من مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة، تناول التمهيد بيان المشكل الدلاليّ في اللغة والاصطلاح، مع التعريف بكتاب المدونة في الفقه المالكي، ودرس المبحث الأول الجُبِّي ومنهجه وشخصيته في كتابه، في حين بيَّنَ المبحث الثاني الفكر الدلاليّ عند الجبّيّ، وتناول المبحث الثالث المصطلح والدلالة عنده، والظواهر اللغوية الواردة في كتابه، وانتهى البحث بخاتمة لخص فيها أهمَّ النتائج.
حاولت الدراسة بيان العلاقة بين الدراسات اللغوية والفقهية، مع بيان منهج الجبّيّ في البحث عن الغريب في مدلوله المعجميّ واصطلاحه الفقهي، وقد ضمّ الجبّي كتابَه ذخيرة دلالية لغويّة ثرّة تدلّ على فكر لغويّ من خلال نقده اللغوي ومعرفته بالواقع اللغويّ الذي عاصره تصويبا وأداء، فضلاً عن أن كتابه حوى ظواهر لغويّة كثيرة، كما ضمّ كتابه تراثا لغويا ينبيء عن وجود جذور للمعجم اللغويّ التأريخي.
خلاصه ماشینی:
"المبحث الأول: الجبی ومنهجه وشخصیته فی کتابه شرح غریب ألفاظ المدونة أ) الجبی لم یتمتع الجبی ولا تألیفه بالشهرة والانتشار فی الأوساط العلمیة، فلم نجد من ترجم له، ولم ینقل عنه إلا الشیخ محمد التاودی 4 ، والمغراوی 5 فی کتابه غرر المقالة شرح غریب الرسالة (المغراوی،1986م، ص197،200،202)، ویرجح محقق الکتاب أن یکون تونسیا أو لیبیا اعتمادا علی قرائن ذکرها حین فسر إهماله لذکر اسمه وتأریخ تألیفه، فقال: وربما کان المؤلف ممن یؤثر الخمول ولا یسعی إلی الشهرة العاجلة أو الآجلة بأیة وسیلة حتی أنه أهمل ذکر اسمه وتأریخ تألیفه للکتاب وفی أی مکان، وهی جزئیات قلیلة لو ذکرها لألقت بصیصا من ضوء علی منبته وعصره، وهو لا یذکر أی شیخ من شیوخه هو أبو سعید عبد السلام سحنون بن سعید بن حبیب التنوخی.
وقد ذکر الجبی أسماء بعض الکتب التی نقل عنها، مثل کتاب المجموعة فی الفقه لعلی بن رباح، فقال «هذا ما قالت العرب فی هذا الشأن ثم نعود إلی ما قالت فی ذلک الفقهاء، قال علی بن رباح فی المجموعة: الجذع الضأن ابن ستة والثنی التی طرحت ثنتیها» (الجبی،1995م،38)، ومنه أیضا ذکره لکتاب ابن قتیبة (ت276هـ) إصلاح الغلط فی غریب الحدیث لأبی عبید حین ذکر دلالة «الدلو»، فقال: «وقوله: إن کان یشرب بالغرب، أی بالدلو أو دالیة، أی خطارة."