خلاصه ماشینی:
وهو ما ستركِّز عليه محاور الورقة، التي تبدأ بتناول دوافع الدكتور لتأريخ هذه المدارس، ومن ثمّ تنتقل إلى خطوات تأريخه لهذه المدارس، لتنتهي بالحديث عن أبرز سمات جهود العلاّمة الفضلي في التأريخ للمدارس الإسلامية في العقيدة والتشريع.
v. 2ـ رفع الغموض حول بعض حالات الانقسام العلمي قد تعود حالة الغموض التي تكتنف تعدُّد بعض المدارس العلمية إلى ندرة تناول الموضوع، وقلّة الدراسات حوله، كما هي الحال مع تعدُّد القراءات القرآنية؛ إذ يشير الفضلي في مقدّمة كتابه (القراءات القرآنية) إلى أنّ الدراسات القديمة ومثيلاتها الحديثة قد تناولت موضوع القراءات بالدراسة من نواحٍ عدّة، «غير أنّه بقي مجال مهمّ في القراءات القرآنية لم يقدَّر له أن يوفّى حقّه من الدراسة والبحث، وهو تاريخ القراءات، والتعريف بها.
وقريباً من هذا المنحى درس الشيخ نشأة فرقة الأخبارية؛ إذ أشار إلى أن نشأتها تعود في جذورها إلى تطوُّر الدرس الفقهي الإمامي، حيث كان أصحاب أئمّة أهل البيت^ ممَّنْ يروون الحديث «يتوزَّعون على الصنفين التاليين: أـ الرواة الفقهاء، وهم الذين يروون الرواية، ويتعاملون معها لاستفادة الحكم الشرعي منها وفق المنهج التالي: إنْ كانت دلالة الرواية صريحة، لا تحتاج في فهم معناها إلى استخدام الوسائل النظرية من قواعد وأصول، أفتوا المستفتي بمضمونها.
وفي معالجة الفضلي لمنشأ الخلاف بين المدرستين الأصولية والأخبارية يبيِّن مجموعةً من العوامل التي ساعدت على نشوب الصراع بينهما، وهي: 1ـ «إن الأصوليين، ومنذ عهد الشريف المرتضى، ألمحوا إلى أنّ أدلة الأحكام الشرعية أربعة، هي: الكتاب والسنّة والإجماع والعقل، ولم يوضِّحوا مفهوم العقل والمعنى المقصود منه كدليلٍ على الحكم الشرعي.