چکیده:
تعتمد المشروعات الصغیرة غالبا فی تمویل نشاطها علی مواردها الذاتیة , خاصة عند بدایة إنشاء المشروع لکن مع النمو والتوسع تبدا هذه المشروعات فی البحث عن مصادر تمویل جدیدة وسوف تصطدم بصعوبة کبیرة ف فی الحصول علی الأموال من المصارف التجاریة التی غالبا ما لا تعتبر المشروعات الصغیرة من عملائهاء نتیجة فقدان الثقة فیها کما أن تکلفة الاقتراض مکلفة جدا وکذلک ارتفاع درجة المخاطرة و لا تجد هذه المشروعات أمامها سوی القروض الربویة. وهذه النوع من القروض یشکل بالنسبة للمشروعات عبا مالیا فاحشا یفوق العبء الناتج عن التعامل مع المصارف التجاریة التی لا یتیسر التعامل معها دائما. أمام مشاکل الحصول علی التمویل کضمان العائد وتکلفة القرض العالیة إضافة الی کون هذه التکلفة صورة من صور الربا المحرمة شرعا یقدم الاقتصاد الإسلامی أسالیب وصیغ تمویل بدیلة تقوم علی أساس التعامل بغیر الفائدة فالاقتصاد الإسلامی یجعل مصدر الکسب هو العمل ویرفض فکرة مرور الزمن وحده کمبرر للکسب. وتعد أسالیب التمویل الاسلامیة البدیلة من مشارکة واجارة ومضاربة ومرابحة .. توفرها مختلف المصارف والمؤسسات المالیة الإسلامیة التی انتشرت مؤخرا فی معظم البلدان الإسلامیة وقد وضعت لنفسها کیانا مستقلا وشخصیة علی الصعید الاقتصادی العالمی علی الرغم من حداثة تجربتها إذا ما قورنت بالتجربة التمویلیة التقلیدیة وهی تحقق لنفسها نموا مسثمرا فی حجم أعمالها وتمتلک المجالات والأنشطة الخاصة بها التی استطاعت من خلالها أن تستقطب فئات وشرائح جدیدة مثل المشروعات الصغیرة. سنحاول إلقاء الضوء علی أسالیب التمویل الإسلامیة للمشروعات الصغیرة من خلال تناول العناصر التالیة: - مفهوم المشروعات الصغیرة وأهمیتها. - مشاکل تمویل المشروعات الصغیرة من خلال المصارف التجاریة. - أسالیب تمویل المشروعات الصغیرة من خلال المصارف الإسلامیة. - عرض تجارب التمویل بأسالیب اسلامیة فی لیبیا. - مناقشة تجارب التمویل الإسلامی.