چکیده:
یعد عبد الرحمن عزام من الشخصیات العربیة البارزة التی حافظت على تکوینها الوطنی والعربی بما امتلکه من مؤهلات ثقافیة واجتماعیة ومواقف سیاسیة ثابتة تمخضت بالوقوف بوجه تطلعات الدول الاستعماریة التی لم تتوان عن تفتیت وتمزیق المجتمعات العربیة وإبقاء حالة التجزئة بین أبنائها. فقد تبنى عبد الرحمن عزام ومنذ وقت مبکر الدعوة إلى الحریة والاستقلال الوطنی والقومی، اذ کان یرى أن وحدة الدول العربیة هی العلاج الوحید لمواجهة أی استعمار تتعرض له هذه الدول، فقدم إزاء قضایا التحرر العربیة جمیع أنواع الدعم المادی المعنوی ، وکانت قضیة التحرر اللیبی من أولى القضایا التی نالت اهتمامه إلى جانب القضیة الفلسطینیة
ومن هذا المنطلق جاء اختیاری الموضوع البحث بـ (عبد الرحمن عزام وقضیة التحرر اللیبی 1911 - 1952) والذی تطرقنا فیه إلى إعطاء نبذه عن حیاة عبد الرحمن عزام ونشاطه السیاسی فی داخل مصر وخارجها ثم دوره فی مقاومة الاحتلال الإیطالی من داخل الأراضی اللیبیة ، بعد انضمامه للجیش العثمانی الذی کان یخوض غمار الحرب العالمیة الأولى 1914- 1918 مع القوات الألمانیة والنمساویة ضد قوات الحلفاء (بریطانیا، إیطالیا، فرنسا، الولایات المتحدة الأمریکیة) واستقراره بعد ذلک فی لیبیا بعد هزیمة العثمانیین عام ١٩1٨ لمواصلة جهوده فی دعم اللیبیین حتى عام "11923، ثم تناولنا دوره السیاسی فی دعم القضیة اللیبیة من قمة البرلمان المصری ومن خلال المقالات التی کان ینشرها فی الصحف المصریة وصولا إلى دوره السیاسی والدبلوماسی الذی اتسم بالوضوح والقوة ودعم توجهات الشعب اللیبی نحو الوحدة والاستقلال وذلک عندما تسنم منصب الأمین العام لجامعة الدول العربیة عام 1945 وحتى استقلال لیبیا ووحدتها عام 1951.
The importance of the present topic has arisen due to the fact that Abdurrahman Azzam is one of the prominent Arab figures that kept their national and international identity. This is because of the cultural and social qualifications they had as well as the steady political stances represented by the standing against the aims of the colonial states that endeavored to split the Arab societies. Since early and even after he assumed the post of the secretary general of the league of Arab states in 1945-1952, he adopted the call for freedom and national independence for the Arab nations. He believed that the unity of Arab states is the only solution to stand against any occupation.