خلاصه ماشینی:
النقطة الأكثر قلقاً هنا تكمن في: 1ـ مخاطر النظام القائم على ثنائيّة الوسائل والغايات (قراءة داخل ـ دينيّة)، وهو النظام الذي طرحه المقاصديّون، فقد ميَّزوا ـ كما قلنا في غير مناسبةٍ ـ بين الوسائل والغايات، وجعلوا الغايات مقدَّمةً على الوسائل.
وهي وسائل غير مضمونة النتائج، ويُخشى أن تهدِّد تحقيق الغايات نفسها على المدى الزمنيّ، أو تتصادم مع غايات أخرى للشريعة.
وعندما تُطالبنا الشريعة بوسائل في تنظيف وتطهير أجسامنا مثلاً، ثمّ نقول بأنّ هذه مجرّد وسائل، والغاية هي تحقيق النظافة والطهارة، فنستعيض بوسائل صناعية وكيميائية حديثة؛ بزعم أننا نحقِّق الغايات ورُبَما بطريقةٍ أفضل، فنحن لا نعرف أنّ هذه الطرق الحديثة رُبَما توصلنا ـ بل قد أوصلتنا بالفعل ـ للكثير من التهديد للسلامة الصحِّية، ورُبَما كان لها تأثيرٌ على الحياة الاقتصاديّة أيضاً؛ لكونها تتطلَّب تكلفةً ماليّة، بخلاف الماء والتراب وأمثالهما ممّا لا يحتاج إلى دورةٍ ماليّة اقتصاديّة، الأمر الذي يخفِّف من رأسماليّة الحياة، وتعملق المال، وشيوع الاستهلاك، وغير ذلك، وهذه قد تكون غايات أخرى للشريعة...