التقريب والتحضّر من خصائص المجتمع المتحضّر أنه مجتمع حيّ..
ومن خصائص المجتمع المتحضّر أنه متحرك..
ومن خصائص المجتمع المتحضّر "التعقّل"، وهذا يفرض التفكير في كل ما من شأنه أن يدعم مصلحة الأمة، ولا أكبر من مصلحة التعاضد والتعاون والتوحّد في المجتمع.
ومن خصائص المجتمع المتحضّر التفكير في المساحات المشتركة أو الكلمة السواء مع الآخر ليتعاون أبناؤه في المشتركات ويعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه.
ومن خصائص المجتمع المتحضّر "التعارف" أي أن يكون بين أبنائه أنفسهم وبينه وبين المجتمعات الأخرى تبادل معرفي، يأخذ ويعطي، يدعو الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة ويستمع القول فيتّبع أحسنه.
ومن خصائص المجتمع المتحضّر أنه يتجه إلى "الإحياء" لأنه من أحيى نفسًا فقد أحيي الناس جميعًا.
ومن خصائص المجتمع المتحضّر الإنتاج العلمي والفني والأدبي والمعرفي، ورفع منزلة العلماء والمنتجين والمبدعين.
وقد يقول قائل إنك تتحدث عن خصائص المجتمع الإسلامي، وأقول أن نعم، فالمجتمع الإسلامي هو بعبارة موجزة: المجتمع الحيّ المتحضّر.
وقد يقول قائل: إنك تتحدث عن دعوة التقريب، وأقول: أن نعم إن دعوة التقريب هي دعوة إلى التحضّر.
أما البداوة فهي بعكس ذلك دعوة إلى العشائرية والقبلية والنزاعات والغارات والتكفير ورفض الآخر والقتل والهدم والنهب واستصغار العلم والإنتاج العلمي والخلود إلى الحياة الطفيلية وحياة البهائم وما يهمّها من مضجع ومعلف.
تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتّى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون.
أمتنا الإسلامية في عصرها الراهن استيقظت، لكنها يقظة إنسان مثقلة جفونه بنوم عميق كما يقول مالك بن نبي..
اليقظة نشاهدها في دعوة التقريب، وآثار النوم العميق نلاحظه في دعوات التفريق والتمزيق والتكفير..
وإن الغزو الذي تتعرض له منطقتنا الإسلامية في العقود الأخيرة مهتم كل الاهتمام بإبقاء آثار النوم وتوسيع نطاقها..