خلاصه ماشینی:
المثقفون والبحث عن تصحيح الصورة زكي الميلاد* 1 • هناك نقد من جهة علاقة المثقف بالمجتمع ومن جهة علاقته بالمعرفة ومن جهة علاقته بالقيم ومن جهة علاقته بالسلطة • إننا أمام أساليب متعددة لتصحيح صورة المثقف • إن مفهوم المثقف بقي غريبًا رغم انتشاره الواسع، لأنه نقل إلى العربية من الثقافة الأوروبية • يرى علي حرب أن المثقف بات مسؤولاً بالدرجة الأولى عن طرح الأسئلة على نفسه، بعد كل ما حصل من تعثر أو فشل وإخفاق للشعارات والمشروعات • مسكين هذا المثقف الذي نستضعفه، ونستقوي عليه ونمزقه شر تمزيق، ونقتله ألف مرة، ومن ثم نقول هذا دفاع عن المثقف -1- المثقف في صورة المثقف من المفارقات اللافتة أن أشد نقد يتعرض إليه المثقف اليوم في المجال العربي، هو من المثقف نفسه، وهذا ما يدركه المثقف أكثر من غيره، إلى درجة يمكن القول أن ليس هناك مثقف،لا يضمر نقدًا، - باحث ومفكر من المملكة العربية السعودية رئيس تحرير مجلة «الكلمة».
وفي المجال الأخلاقي، هناك نقد للمثقف من جهة علاقته بالقيم، وهي العلاقة التي من أكثر ما تعرض صورة المثقف إلى الاهتزاز، ولعل من الصعب على مثقف أن يمتدح المثقف من هذه الجهة، لأنه أعرف بالمثقف من غيره، وأكثر دراية بباطنه وظاهره، فهو يعلم أن من السهولة على المثقف الانتفاع بثقافته، والمتاجرة بمعارفه، والمقاولة على أفكاره حسب تعبير الدكتور محمود عبد الفضيل أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة، والذهاب مع الريح أينما ولت واتجهت تبحثـًا عن الخراج.