خلاصه ماشینی:
مقتطفات من اشعار جلال الدين الرومي ترجمة عيسى العاكوب 1 ـ أيّها القلبُ، كيف تفكّر في المعاذير عن هذه الضروب من التقصير؟ فمن جهة الحبيب الكثيرُ من الوفاء، ومن جهتك أنت الكثيرُ من الجفاء!
ـ عندما تغدو نادمـًا على أفعالك السيئة، ذاكرًا لله، في تلك اللحظة يسحبك لكي يحرّرك.
ـ عندما تغدو خائفـًا من الذنب، طالبـًا النجاة والخلاص، في تلك اللحظة لـِمَ لا ترى بنفسك ذلك الذي بعث الهَلَعَ في قلبك؟ ـ إذا أعمى عينيكَ، تكون كالحصاة في يده، تارةً يدحرجك مثلها، وتارةً يقذف بك في الهواء.
ـ فإنّ نداء شُعَيب ونواحه وتلك الدموع المنهمرة كالبَرَد عندما تجاوزت الحدّ، جاءه نداءٌ من السماء في السَّحَر: ـ «إذا كنتَ مذنبــًا فقد عفوتُ عنك وصفحتُ عن إساءتك، أتنشُدُ الفردوسَ إذًا ؟ ـ ها قد حبوتك إياها، فاصمُتْ، وكفَّ عن هذا الدعاء».
ـ فقال : «إن كان لعَيْنيّ أن تريا في النهاية تلك الصفة فإنّ كلّ جزءٍ منّي سيغدو عينـًا، فلِمَ أغتمُّ من العمى إذًا ؟ ـ وإذا كانت عيني ستظلّ محرومةً في النهاية فلْيَعْمَ ذلك البصرُ غيرُ الجدير بمشاهدة الحبيب !
* * * ـ أيّها العشّاق، أيّها العشّاق، هذا اليومَ نحن وأنتم قد غرقنا في اللُّجّ، فمن ذا الذي يعرف العَوْم؟ ـ ولو أنّ طوفان العالم انداح، وصارت كلّ موجةٍ كالجمل، ما الذي يجعل طيورَ الماء مغتمّةً؟ إذ طيور الهواء هي التي ينبغي أن تغتمّ.
ـ فيا من تطلب رؤيته، انظر إلى سلسلة جباله، وياأيّها الجبل،أيّةُ ريحٍ هذه التي عصفتْ بك؟فقد أسكرنا الصدى.
ـ تهبّ ريحُ الشمال التي بها يغدو الجوّ صافيـًا، ومن أجل هذا الصيقل تهبّ الصَّبا عند السَّحَر.