چکیده:
في تمام الساعة السادسة والنصف من صبيحة أول يوم دراسي اصطحبت ابني وهي المرة الأولى له إلى المدرسةء مدرسة ((س)) للتعليم الأساسي. القريبة من الحي الذي نقيم فيه. وفي الطريق المؤدي إليهاء شاهدت زميلاً لي يجر هو الآخر ابنه إلى المدرسة ذاتهاء ويعد أن لحقت به عرفت منه أن وضع أبته مشابه لوضع ابني. ولما كان زميلي من أولئك المهتمين بشؤون التربية والتعليم ومن الممارسين فيها قال لي: آه يا أبا محمد: لقد يدأنا من اليوم خوض تجرية جديدة ومسؤولية جسيمة قلت له : أية تجربة وأية مسؤولية. فالأولاد سيذهبون إلى المدرسة ليتعلموا القراءة والكتابة والحساب كما كنا نذهب . وهنا وجد زميلي ما كان يأمل أن يجده من حديثه معي. لذلك فقد دب النشاط والحماس في وجدانه. والتفت إلىء ويمشاعره وأحاسيسه أشياء كأني بها وقد تبادرت إلى ذهنه في تلك اللحظات قال لي : لا يا أيا محمد: فنحن لسنا كأولادناء ومدرسة اليوم ليست كمدرسة الأمس. ومجتمعنا في ذلك اليوم ليس كمجتمعنا اليوم . فقلت له والغموض قد اكتمل إطاره في مخيلتي : لا أفهم ما تقول يا أبا الأزهر قال لي سوف أوضح لك ذلك. لكن دعنا نتفق أولاً على يعض الأسس والمسلمات حتى نستطيع أن ننطلق من خلالها إلى توضيح خالص لما لم تستطع أن تستوضحه. قلت- وإن كنت لم استطع الإحاطة بجميع ما تفوه به من مفردات إلا أني أدركت المغزى العام الذي يرمي إليه كيف؟ فأجاب : دعنا نبداً من حيث أنت يا أبا محمد أتتذكر من الذي اصطحبك إلى المدرسة في أول يوم تذهب فيه إليها. قلت: نعم. لا يمكن أن أنسى ذلك اليوم إنها أم عبدالله . لقد اصطحبتنا جميعاً مع أبنهاء وكان برفقتنا بدر وعامر وسعيد وغيرهم من ابناء الحي . فقال إذن لماذا تقوم انت باصطحاب