خلاصه ماشینی:
"علینا أن نرجع إلی قلوبنا ونمتحن مدارکنا ونسبر أخلاقنا ونلاحظ مسالک سیرنا لنعلم هل نحن علی سیرة الذین سبقونا بالإیمان هل نحن نقتفی أثر السلف الصالح هل غیر الله ما بنا قبل أن نغیر ما بأنفسنا وخالف فینا حکمه وبدل فی أمرنا سنته ؟ حاشاه وتعالی عما یصفون بل صدقنا الله وعده حتی إذا فشلنا وتنازعنا فی الأمر وعصیناه من بعد ما أری أسلافنا ما یحبون وأعجبتنا کثرتنا فلم تغن عنا شیئا فبدل عزنا بالذل وسمونا بالانحطاط وغنانا بالفقر وسیادتنا بالعبودیة .
مع هذا کله نقول : إن الخیر فی هذه الأمة إلی یوم القیامة کما جاءنا به نبأ النبوة وهذا الانحراف الذی نراه الیوم نرجو أن یکون عارضا یزول ولو قام العلماء الأتقیاء وأدوا ما علیهم من النصیحة لله والرسول وللمؤمنین لرأیت الحق یسمو والباطل یسفل ولرأیت نورا یبهر الأبصار وأعمالا تحار فیها الأفکار , وإن الحرکة التی نحسها من نفوس المسلمین فی أغلب الأقطار هذه الأیام تبشرنا بأن الله قد أعد النفوس لصیحة حق یجمع بها کلمة المسلمین ویوحد بها بین جمیع الموحدین ونرجو أن یکون العمل قریبا فإن فعل المسلمون ذلک وأجمعوا أمرهم للقیام بما أوجب الله علیهم صحت لهم الأوبة ونصحت منهم التوبة وعفا الله عنهم { والله ذو فضل علی المؤمنین } ( آل عمران : 152 ) فعلی العلماء أن یسارعوا إلی هذا الخیر وهو الخیر کله - جمع کلمة المسلمین - والفضل کل الفضل لمن یبدأ منهم فی العمل { ومن یهد الله فهو المهتد ومن یضلل فلن تجد له ولیا مرشدا } ( الکهف : 17 ) ."