السید محمد المهدی السنوسی معرفی و نقد

"( الترجمة )جمع هذا الرجل من الصفات والخلال ، ما یندر أن یکون لأحدمن الرجال ، - الشرف والعلم والزهد والإرشاد وسیادة العصبیة ، فهو الرجلالدینی الوحید الذی کانت تلهج بذکره الجرائد الأوربیة وتستقری أعماله وتتبعحرکاته وسکناته ، وتبنی علیها الآراء السیاسیة بل کان علی زهده وانزوائه فیزاویته أشبه بملک عظیم أو قائد باسل مستعد لکفاح الأقران ، وفتوح البلدان ، وکانالناس فی أوربا وفی الشرق مختلفین فی أمره ، وهائمین فی أودیة الظنون من شأنه،والأکثرون یعتقدون أن طریقته جامعة بین الدین والسیاسة ومن أصولها الاستعدادللمدافعة والمقارعة عند الحاجة إلی ذلک ، واشتهر بین الناس فی هذه البلاد وغیرهاأن أتباعه کانوا یعتقدون أنه المهدی المنتظر ، وقد عرفت أحد دراویشه الصالحینفی صحراء طرابلس الغرب واستفدت منه فوائد کثیرة عن السنوسیین فکان مما قاله :أنه یعتقدون أن شیخهم هو المهدی المنتظر ، وأنه سیحج ویبایع فی حرم مکة أوفی عرفة ( الشک منی ) وقال : إذا ذهب سیدی المهدی إلی الحجاز فال یتخلف أحدمن المغاربة عن الحج فی تلک السنة إلا لعجز مقعد ، وکان یقول أیضا : إن منأصول الطریقة إحیاء الأرض وغرس الأشجار واقتناء السلاح ، ونحن نعلم أنللسنوسیین أتباعا فی مصر یکتمون کل ما یعرفون من أمرها بل یکتمون فی الغالبکونهم من أهلها ."