چکیده:
إنَّ تجربة الأمومة حقّ طبيعي غیر قابل للاستلاب من الزوجة، ولكن في بعض الحالات یتعارض هذا الحقّ مع المصالح الاجتماعيّة، أو مع حقّ الطفل في الصحّة، أو مع الحقوق الجنسيّة للزوجين، أو اشتراط الزوج بعدم الاستيلاد، ويمكن عندئذٍ منع الزوجة من ممارسة هذا الحق قانونًا، ومن الأهمّيّة بمکان في کلّ من هذه الحالات، دراسة العواقب التربويّة والأخلاقيّة لمنع المرأة من تجربة الأمومة وتقدیم الحلول المتاحة لعدم منعها استنادًا إلی حاکمیّة الأصول الأخلاقيّة على القوانین التشریعیّة في كلّ من الأسرة والمجتمع.لذلك في هذا المقال، تمّ شرح الحالات المسموح بها لاستلاب هذا الحقّ أوّلًا من خلال منهجٍ وصفيّ وتحليليّ، وبالرجوع إلى مصادر المكتبة، مع توضيح مكانة وأهمّيّة حقّ الأم، وأخيرًا تمّ التوصّل إلی أنّه بالرغم من استحقاق الزوج أو سياسات الرقابة السكانية القائلة بعدم الإنجاب، یمکن تقدیم حقّ الزوجة علی سائر الحقوق - نظرًا للمكانة العليا للأصول التربويّة والأخلاقيّة - في حالتين:1- الاهتمام بالاقتضاءات التربويّة والأخلاقيّة لقوّاميّة الرجل في الأسرة وتوقّع التسامح والمداراة منه تجاه الزوجة حیث یلحق عدم الاستيلاد ضررًا وحرجًا للزوجة.2- الحیلولة دون حدوث بعض المشاكل الاجتماعيّة من خلال التأكيد على حاکميّة الأصول التربويّة والأخلاقيّة في العلاقات الزوجیّة في حالة السيطرة على بعض المشكلات الاجتماعيّة مثل الأمراض المعدية والدعارة وما إلى ذلك، بدلًا من التركيز على سياسات تقليص عدد السكان واستلاب حق الاستیلاد من الأزواج. وبالتأکید، لا یحقّ للحكومات في حالة تعارض حق الاستیلاد مع حقّ الصحة العامّة للطفل، التصرّف بقوّة وإجبار الزوجين على الخضوع للتعقيم بدعوی تأمین العلاقات الجنسيّة.