خلاصه ماشینی:
"ألیس من الغبن والحیف أن تلم أحدث الأمم شعثها ، ولا تری أقدمهاوأشرفها بعد الموت بعثها ، أما کفی الأمة العربیة شقاؤها بحکم الترک حتی تصیرأشقی بحکم الروم ، الله أکبر علی الذین یمزقون بلادها ویفرقون أولادها ، فلاسبیل إلی العزاء ، والصبر لا یفرج الهم ، والخطب قد ادلهم ، وأنی ذلک ، والعربالبیض الوجوه الشم الأنوف عبید ؟ وقد صار الزنج فی أمیرکة أحرارا ، ألا تکونلأعظم السلالات دولة حرة جامعة ، ولأحقرها دول شتی فی القارتین الأوربیةوالأمیرکیة ؟ ألا یشفع للعرب فضلهم علی الإفرنج بما أخذوه من مدنیتهم وعلومهموآدابهم ، ألا یعرفون لهم جمیلا بدماء أهرقوها ، وأکباد أحرقوها فی الذود عنحیاضهم ؟ لا ورب الکعبة ، فالحق یعرفه المرء ضعیفا وینکره قویا ، فقل للعرب :اتحدوا لتصیروا أقویاء ، وانتصفوا من أهل القوة بالقوة ، فقد قال الله تعالی فیکتابه الکریم : { وأنزلنا الحدید فیه بأس شدید } ( الحدید : 25 ) لا خلافة لکم فیهذا الخلاف ولا دولة والخصام بینکم ، والأعاجم خصومکم, فشیدوا دولة ذاتعز وسلطان ولا ترضوا بالسلطة إلا من السماء ، بئست الحکومة إذا کان الأجنبیفیها حکما ، وبئس الخلیفة إذا کان صنما ، لا جلال ولا مهابة للخلافة إلا بأمثال :عمر بن الخطاب , ومعاویة بن أبی سفیان , وعبد الملک بن مروان , وهارونالرشید , وعبد الرحمن الناصر ، ولا منعة للدولة إلا بأسطول یحمی الثغورویخوض البحار ، وأمیره مثل : حمید بن معیوب الذی عقد الرشید له اللواء ، ولاسطوة للملک إلا بخمیس یقوده أمثال : خالد بن الولید , وأبی عبیدة بن الجراح ,وعمرو بن العاص , وأسد بن عبد الله , ومحمد القسری , وموسی بن نصیر ,والحجاج بن یوسف , وقتیبة بن مسلم , ویزید بن مزید , وأبی سعید محمد بنیوسف ."