خلاصه ماشینی:
"و هنا یقول المؤلف تعقیبا: «باستدعاء هذه العظیمة التی انهارت الآن فی قبرها لم نکن نتوقع أجوبة ذات عمق کبیر،و ذلک نظرا لنوع تعلیم سیدات هذه البلاد و لکننا کنا نتوقع أن نقابل فیها-إن لم تکن الفلسفة-فبالأقل شعورا أصدق عن الواقع و فکرة أصح عن تفاهة مطامع و جاه عالمنا هذا،و لکنها بعیدة عن ذلک و ما زالت جمیع الأفکار الأرضیة محتفظة لدیها بکل قوتها!إنه شعور الکبریاء لم یفقد شیئا من تضلیله لها و هو الذی یجعلها تقاوم ضعفها الخاص کما یفرض علیها أن تعانی کثیرا من عجزها» (ی)اکزیمین xumene یوردو سنة 1862 تقدمت روح بهذا الاسم إلی الوسیطة التی کانت قد اعتادت هذا الصنف من الظواهر لأن مهمتها کانت-کما یبدو-مساعدة الأرواح السفلی التی یأتی بها إلیها مرشدها الروحی لتحقیق غرض مزدوج هو تعلیم الوسیطة و فی نفس الوقت تقدم هذه الأرواح.
فهل هذا البرهان العلمی الذی تتطلع إلیه الإنسانیة منذ أمد بعید مما یرضی عنه الجمیع؟ إنا نعلم جیدا أن البعض یرفض قبوله أصلا و یبدی مقدما اعتراضه علیه- بغیر بحث و لا تمحیص-و لکن علینا ألا ننسی أن هذا کان شأن الإنسان دائما فقد قاوم کل علم فی نشأته و بلا استثناء-کما قاوم کل خطوة خطتها بعد نشأتها العلوم و المعارف،و کل ذلک باسم الخوف علی مصیر العقائد الدینیة،و لیس المقام مقام دفع هذه التهمة الظالمة بأکثر مما قاله فی صددها المفکر بندیتو کروش من«أن العصر الذی نعیش فیه یتهم بهدم الدیانات التی أصابت فیها الحیاة الإنسانیة منطقها، و آداب سلوکها،و مواطن استقرارها و أمالها،إلا أنها تهمة لاثبات لها؛لأن عصرنا بهذا الذی صنعه قد صنع شیئا لا قبل له باجتنابه،إذ لم یکن هنا لک بد من تساقط بعض الجوانب القیمة من البینة القدیمة فی خلال تعریة الدیانات من جلالیب الأساطیر."