خلاصه ماشینی:
"و لو استعرضت تاریخ بنی الإنسان لألفیت سیر الحضارة یتعرقل أو یقف فی العهود السود التی تقص فیها(القوة)أجنحة الفکر و تحول بینه و بین حریة النقد و انطلاق التفکیر.
علی أن النقد معرض لما یتعرض له العلم و الفن مثلا من سوء الاستعمال و الانحراف به عن غایته التی من أجلها کان.
فالعلم-و غایته اکتشاف نوامیس الطبیعة و أسرارها و استغلال تلک النوامیس و الأسرار فی صالح الإنسان و عمران الأرض و إخصاب الحیاة و تجمیلها-قد أساء استعماله نفر من أشرار البشر فانقلب علی أیدیهم أروع أداة لإبادة الانسان و خراب الأرض و دمار الحیاة!!!
فلو استعرضت ما تخرجه المطابع العربیة من صحف أدبیة فی الوقت الحاضر لما وقعت عیناک علی فصل فی النقد الأدبی یرضیک و یرتاح له ذوقک و یظفر بتقدیرک و احترامک-إلا نادرا- و إنما یطالعک فی هذه الصحیفة أو تلک کلمات تطول و تقصر فی تقریظ مؤلف اجتماعی أو أدبی أو قصة أو قصیدة تقریظا سقیما لا فائدة فیه للقاریء أو لصاحب الأثر المنتقد."