خلاصه ماشینی:
"(به تصویر صفحه مراجعه شود)المنارة الذهبیة ضریح الامام الرضا و فی عام 1601 أمر شاه عباس بتجدید الضریح بما ذلک زخارف القبة فوقه و باستکمال«الصحن»،و لم تتوقف أعمال التجدید و الترمیم و الزخرفة خلال القرنین الثامن عشر و التاسع عشر.
و یندر أن نعثر علی مجموعة مماثلة من المبانی فی العالم بأسره تعطی مثل هذا الانطباع بالوفرة،فثمة قبة ذهبیة و منارتان ذهبیتان و ایوانان ضخمان مذهبان و أبواب کبیرة من الفضة المطلیة بالذهب تؤدی الی العدید من الغرف التی تسودها رهبة القداسة و التبجیل تؤکد ذیوع صیت هذا الضریح،فضلا عن الصحون الکبری التی تتکامل معها ستة صحون أصغر منها بما فیها صحن مسجد جوهر شاد.
و قد تختلف الآراء بالنسبة لمزایا هذین المبنیین المتنافسین:قبة وردی خان بمشهد و مسجد الشیخ لطف الله بأصفهان،اذ تشمخ قبة وردی خان مهیبة تطغی علیها مثالیة الاتساق و النسب و کافة العناصر التقلیدیة للعمارة الفخمة المعاصرة حتی تصل الی درجة التزاحم من شدة تنوعها و غزارتها،کما أن الفراغ فیها محصور و محدد بدقة تعرض لک فیه کل زاویة و سطح عناصر المعمار و وظائفها القابعة وراء تشکیلها،تتجسم قریبة من عین الرائی و قلبه فی جلال یکاد یجعله أسیرا،و فی عظمة بلغت من الروعة حدا یمتزج فیه الواقع بالخیال،و کأن المشاهد فی حلم یقظة،غیر أنها تحمل بین ظهرانیا من الفکر المکثف ما یغدو به المرء مبهورا.
کما أن منارات مسجد جوهر شاد أشد رسوخا لکونها ثابتة من الارض مباشرة علی جانبی ستار المدخل صاعدة صوب السماء موحیة بالثبات و التوازن،علی حین یفوق مسجد شاه عباس مسجد جوهر شاد فیما عدا ذلک،فعناصره أرق و أرشق،کما أن نصف القبة التی تعلو مدخل قاعة المحراب جاذبة الانتباه نحو العقد الاصغر للمدخل تهیء عین الزائر لبلوغ ذروة عظمة الایوان من الداخل."