خلاصه ماشینی:
"لقد قامت «الدولة ـ القبیلة» ـ التی أسستها روح القهر والطغیان فی عالمنا الإسلامی ممثلة بحکام وزعامات الانحراف والظلم السیاسی والاجتماعی والثقافی المستمرین حتی هذه اللحظة ـ بتحقیق وتجسید المنجزات (العظیمة!؟؟) التالیة: 1- إحداث قطیعة شبه کاملة بین الدولة والمجتمع، بین الحکم وزعاماته ومؤسساته وبین المجتمع بأفراده ونخبه وتیاراته ومستویاته المتعددة، الأمر الذی حول الدولة العربیة عموما إلی مجرد دولة مزرعة خاصة بالنخبة الحاکمة، ومن یدور فی فلکها من شخصیات وأحزاب ومنتفعین ومصفقین ومطبلین...
والدلیل علی ذلک: انتشار مظاهر الفساد السیاسی والاقتصادی والأخلاقی والدینی الواسع فی مجتمعاتنا العربیة والإسلامیة الحدیثة نتیجة انسداد الآفاق، ونفاذ الطاقات، وتعاظم المشاکل، واشتداد التوترات، واستعار الانتفاضات، وضعف إمکانیات التقدم والتراکم، الأمر الذی أدی إلی استمرار وبقاء الأزمة وتوالدها المستمر هنا وهناک، وتنامی آلیة العنف والعنف المضاد التی تقوم ـ إذا ما تتبعنا منابعها الحقیقیة ـ فی انسداد النظام السیاسی القائم، ورفض النخب الحاکمة المسیطرة التخلی عن أی جزء من السلطة المطلقة التی یتمتعون بها، والاعتراف بأن السلطة لیست حکرا أبدیا علی فئة أو طبقة أو نخبة، ولیست ملکیة خاصة..
إن النخب القبلیة الحدیثة التی حکمت ولا تزال تحکم وتتحکم فی مجتمعاتنا العربیة والإسلامیة عموما ـ فی سیاق محاربتها للتغییر الاجتماعی، ومحاولات تشیید البنی الأساسیة لإقامة مجتمع متطور ودولة مؤسسات ـ تقف بقوة فی وجه أی عامل تقدم علمی أو تقنی، وتمنعه من النفاذ أو الدخول إلی المجتمعات إذا کان یمکن أن یشتم من دخوله أیة رائحة للتغییر، أو نفس بسیط لقلب الأوضاع، ومن أی نوع کان، إن فی العقلیة أو السلوک أو التوازنات الاجتماعیة أو السیاسیة.."