خلاصه ماشینی:
"و علی الرغم مما استعرضناه من تباین فی خصائص اللغة الإبداعیة فان سبل الالتقاء بین المفاهیم لا بد من ان تتحقق،لارتباط تلک المفاهیم بالفطرة الإنسانیة،و التوجه نحو(العولمة)التی نالت من اهتمامات النقاد لتحقق ما یمکن تسمیته بـ(عالمید النقد)،لکن مفهوم المجاز عند العرب ظل مکتفیا بذاته،و بسبب ذلک توصی هذه الدراسة بأهمیة الإبقاء علی المصطلح العربی عند رصد أنماط المغایرة فی الاستعارة و غیرها من أنماط التصویر المجازی؛ لأنها تعتقد ان(أصالة)اللغة العربیة تفترض إجراءات خاصة بها،و هذا من تمامها.
و یبدو ان((تقسیم الاستعارة الی تصریحیة و مکنیة خیر و أجدی فی دراسة هذا الفن؛لان ذلک عمدته ما دامت الاستعارة تقوم علی التشبیه عند معظم البلاغیین))50،و یدعو البحث اعتماد هذین المنطین لرصد البنیة الترکیبیة للاستعارة بطریقة لا تهمل فیها الاستعارة التمثیلیة بوصفها نطما ثالثا یشبه فی آلیة ترکیبه نمط الاستعارة التصریحیة،لکن إجراءه یکون فی الترکیب بدلا من اللفظة المفردة: -الاستعارة التصریحة حاورت بحرا(المستعار منه) مجاز استبدل الرجل العالم بالبحر(العلاقة المشابهة) -الاستعارة التمثلیة: أراک تقدم رجلا و تؤخر أخری-(المستعار منه) استبدل الرجل المترد بالذی یقدم رجلا و یؤخر أخری (50)فنون بلاغیة:145،معجم المصطلحات البلاغیة و تطورها:1/143،و ینظر دراسات بلاغیة و نقدیة:35.
2-تحقق الاستعارة خاصیة العدول فی التعبیر بوصفها مجازا لغویا،فهی الأساس الذی تبنی علیه شعریة(poetics)النصوص عند العرب و غیرهم 3-یبدو ان المعاصرین العرب قد بخسوا نمط الاستبدال الرئیس(الاستعارة) حقه فی الدراسة النقدیة،و یتعلق السبب باهتمام النقاد العرب بتفسیر الخطاب الجمالی او تحلیله من دون أعطاء فرصة کافیة لتأمل أجواء إنتاج ذلک الخطاب الذی یرحب بدراسات و مداخل کثیرة،لکن الدرس النقدی/ البلاغی العربی کان علی وعی تام بأهمیة الاستعارة فی التعبیر،و لا تکاد تجد کتابا متخصصا فی البلاغة او النقد أهمل التعرض لهذا الموضوع الذی اتخذ البحث فیه طابعا إبداعیا أیضا!"