خلاصه ماشینی:
"و نحن لا نصل الی معرفتها و لا تبلغ علمها،حتی لا تتعارض خواطر الناس مع خواطر الحیوانات، فیقع أدباء العالم الانسان فی حرب کلامیه شعواء و أدباء العالم الحیوانی،و ما یدرینا لعل الحیوانات تنظر الینا بعین الاستخفاف، و ترمقنا بنظرات السخریة،و تهزأ بنا کما نحن بها هازئون،با ما یدرینا لعلها فی الواقع تعیب علینا هذه الآثام التی نقترفها،و نعتز بانها آثام الانسانیة التی فضلتها القوة الآلهیة علی سائر الحیوان بنعمة النطق و ما یدریک أیها القارئ و أنت تلاعب قطتک الصغیرة و تعبث بها و تعاکسها لعلها هی التی تضحک فی نفسها منک و تسخر من سخفک و عبثک،و تعتقد انک لا تصلح للملاعبة و الملاطفة لانها أخبر بذلک منک و اعلم: و اذا کان الضحک طبیعة فی الناس فقد أسرف نصف العالم فی تلک الطبیعة حتی لقد کادت مادتها تنفد من قلوبهم التی ماتت من کثرة الضحک،و هم أولئک المتهوسون الذین یضجون بالضحکات الصاخبات فی کل مجلس، و یستخفون لکل کلمة و یقهقهون للحکمة و النکتة معا،و یمهدون لها بالضحکة العظیمة معهم الناس الذین قیلت امامهم."