سفر الوفد المصری إلی لندن مقاله

"فلا عجب ان‌ تشیع القلوب وفد مصر العزیز و حامل أمانتها الغالیة و هی ترجو له النجاح فی مهمته و السعادة فی أوبته،و هی تبتهل الی الله أن یکون سفره‌ میمونا،و عمله مقرونا بالفوز،و ثمرة جده و اغترابه‌ نیل الامة أمانیها الحقة و استقلالها المنشود و ما دامت الامة قد استندت منذ قیامها للمطالبة بحقوقها علی الوسائل المشروعة و سلکت‌ سبیل التفاهم و الاقناع،فلیس لدیها غیر المفاوضات‌ وسیلة شرعیة و خطة سلمیة،و قد دلتنا الحوادث‌ فی أرلندا و غیرها علی انها هی الطریق المامون‌ ما دام سالکه لا ییاس و لا یمل،و ما دام صاحب‌ الحق موقنا به ثابت الایمان. و أمثال هؤلاء یسهل‌ التفاهم معهم و الوصول الی نقطة للاتفاق تحفظ عندها حقوق مصر کما تصان مصالح الامبراطوریة البریطانیة التی لا تمس تلک الحقوق و لقد ظهر فی الاسبوع الاخیر ان مرکز حکومة العمال یکاد یتزعزع حتی بدأ الضعفاء یتساءلون عن جدوی المفاوضة معها و هی فی‌ تلک الحال،و لکن اذا بمرکزها یقوی و یثبت‌ أکثر من قبل بالاغلبیة التی حازتها فی مجلس‌ العموم و لئن لم یکن ذلک فان حزب العمال واثق‌ من نفسه،ضامن اذا جرت انتخابات جدیدة ان یخرج منها أقوی مما هو الیوم."