خلاصه ماشینی:
"و کانت وجهة النظر المعارضة أن الجهات التی یعرض علیها التقریر لیست وحدها التی یهمها متابعة مسار الإقتصاد العربی،و لکن هناک الباحثون و العاملون فی مجالات التنمیة العربیة بشکل عام،و بالتالی یجب أن یکون التقریر تحلیلیا،فلا یناقش المتغیرات خلال سنة فحسب و إنما خلال فترة، لأن عرض البیانات وحدها لا یکفی،و اقتصار العرض علی ما یتم خلال عام یفقد القدرة علی إدراک أثر السیاسات التی تتبع،و بعضها لا یتبین إلا من خلال تحلیل ما یتم خلال فترة زمینة.
و مهما یکن من أمر،و رغم النقص الذی یمکن أن یلمسه الباحث العلمی فی التقریر،إلا أنه ما زال یعتبر المرجع الأساسی-و لعله الوحید-الذی یمکن الاعتماد علیه لمتابعة مسار الاقتصاد العربی،و تحسین التقریر یأتی من زیادة الاهتمام به،و عدم الاکتفاء بسرد البیانات فی بعض الفصول،و معاونة الحکومات العربة و منظماتها المتخصصة فی مد المسؤولین عن التقریر بالبیانات أول بأول، و الإسفادة من جهودهم فی إعداد البیانات، و النظر للتقریر باعتباره حصیلة جهود الأجهزة الاقتصادیة العربیة التی تعده،و هی جمیعا لیست متفرغة له،و إنما علیها مسؤولیات أخری کثیرة و مختلفة.
و قد کانت أکثر مناطق العالم تأثرا بحالة الرکود العالمی هی البلدان النامیة،نتیجة ارتباطها الکبیر بنظام الإقتصاد الدولی،إذ انخفضت شروط تجارتها بنسبة 8,16 بالمائة، و قدر عجز موازین عملیاتها الجاریة بـ 6,47 ملیار دولار،الأمر الذی عقد مشکلة مدیونیتها الخارجیة(بلغت 1094 ملیار دولار)و فاقم معدلات التضخم فیها(28 بالمائة و وصلت فی أمریکا اللاتینیة إلی 5,86 بالمائة)و جعل نطاق البطالة یتسع،و لم تفد کثیرا من انخفاض أسعار الفائدة العالمیة،لتدنی أسعار ما تصدره من سلع،و أضحت خدمة الدین الخارجی تلتهم قدرا کبیرا من صادراتها (4,22 بالمائة فی المتوسط و تصل الی 6,45 بالمائة فی أمریکا اللاتینیة،2,30 بالمائة فی أفریقیا)مما أدی إلی ارتفاع صافی رأس المال المحول للخارج حیث بلغ 59 ملیار دولار (بعد حساب الدیون الجدیدة و تسهیلات الجدولة)."